مع إستمرار المجازر البشعة بحق الشعب السوري، ومع لجوء النظام لتكتيكات تمثل أقصى سيناريوهات الرعب و الإرهاب كإستعمال الأسلحة الكيمياوية و إدامة مسلسل المجازر و الإعدامات الجماعية، تبدو بعض دول الإتحاد الأوروبي في منتهى البؤس وإنعدام المسؤولية و الحس الإنساني وهي ترفض تسليح الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية تمكنه من الإسراع في إنجاز المهمة و إحالة النظام السوري المجرم لمزبلة التاريخ.
رفض بعض الأوروبيين للطلب البريطاني و الفرنسي بتسليح المعارضة السورية لايمكن أبدا أن يكون حجر عثرة في طريق بناء المؤسسة العسكرية السورية الجديدة البديلة، كما أنه موقف منافق و متناقض ولايعبر أبدا عن أي قيم أو سلوكيات ديمقراطية حينما يتفرج العالم على مذابح ومصارع السوريين فيما تسود المخاوف المبالغ بها من إحتمالية توجه السلاح الأوروبي لجماعات إرهابية موجودة في مخيلة أعداء الشعب السوري وحريته فقط، فإذا كان المقصود جماعة النصرة فهؤلاء أقلية رغم سمعتهم الكبيرة وغالبية عناصر الجيش السوري الحر لاتؤمن بمباديء وتوجهات تلكم الجماعة، كما أن الشعب السوري ليس غبيا ولا ساذجا وهو الذي فجر أعظم ثورة شعبية في تاريخ العرب المعاصر لكي يسلموا رقابهم لديكتاتورية وإستبداد من نوع جديد و أسلوب آخر، لقد إنتهت تلك المرحلة تماما ونهائيا، وباتت حرية الشام تعني إنشاء دولة المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان و الأيادي العظيمة التي تقاتل اليوم بشجاعة منقطعة النظير ستكون في الغد وبعد النصر المبين نفس الأيادي التي ستبني الوطن و تزيح خراب الشبيحة و البعثيين و القتلة، فإذا كان الأوروبيون يبحثون عن الإرهابيين فليتلمسوهم في النظام السوري الإرهابي المجرم وحلفائه من عملاء ووكلاء النظام الإيراني في لبنان و العراق تحديدا، وأهل الإرهاب في النهاية يعرفون كيف يوفرون لأنفسهم مصادر التسلح و التسليح، أما الجيش السوري الحر الذي رفع راية المقاومة وسطر اروع الملاحم في صراع الفاشية و دحرها،فهو يستحق الدعم الدولي لأنه قد مزق كل أغطية الإرهابيين، ولأن حربه المقدسة ضد النظام السوري تعني حربا مقدسة ضد الإرهاب الحقيقي ونظام دمشق يعتبر دون شك أكبر حاضنة إرهابية، فمن يرفض تسليح الجيش السوري الحر فهو إنما يقف مع القاتل في خندق واحد في الإصرار على الجريمة، لامعنى لأي تخوفات منافقة معروفة، فالضمانات المقدمة من الجيش الحر و الأطراف الدولية الحرة التي تدعمه أكثر من كافية لتأكيد أن السلاح سيصل لوجهته الحقيقية، وكل يوم يمر دون أن تتحصن جبهة الحرية هو بمثابة يوم ضائع و أرواح تقتل و خسائر بشرية لامبرر لها، ينبغي على العالم العربي أن يقف وقفة حقيقية مع أبطال الشام لتنظيفها من رجس الإرهابيين من الشبيحة وعصابات الصدر و نصر الله وغيرهم من القتلة و المجرمين، أما أحرار الشام فإن سلاحهم الأكبر منذ أول أيام الثورة الشعبية هو التمسك بالله و بإرادته، ومن كان الله سبحانه وتعالى رائده و موجهه فلن يهزم، وسينصر الله من ينصره و يخزي وجوه القوم الكافرين و المنافقين و كل أعداء الحرية التي أضحت في الشام خيارا ستراتيجيا لا محيص عنه أبدا، سلاح الإصرار على تحقيق الهدف و مصارعة قوى البغي و العدوان هو أكبر خزين ستراتيجي لمواجهة الإرهاب و الفاشية في الشام ودحر قوى الشر و العدوان و التخلف في الشرق القديم... الأحرار لايهزمون أبدا مهما توسعت وتحشدت ضدهم جبهات النفاق و أهله.
[email protected]