لاأضيف جديدا إذا قلت ان الحياة ليست عادلة في توزيع سعادتها وتعاستها على الناس، ها هي القديسة الرائعة أنجيلينا جولي تصاب بنكبة صحية كبيرة بسبب مرض السرطان، فكم إمرأة شريرة ومجرمة الأن تتمتع بصحة جيدة وسعادة الى آخر العمر، وكم من إمرأة فاضلة ونافعة للناس والحياة تعاني من مشاكل زوجية وصحية، وكذلك هو الحال ينطبق على الرجال، الممثلة جولي معروفة بعمل الخير وإنقاق المال في مساعدة الفقراء، ولكن لماذا لاتكافؤها السماء بالصحة والراحة والسعادة؟

حسب منظور العلوم الباطنية : التنجيم، وعقيدة التناسخ، وقانون الجذب.. يمنح القدر أوالحظ السعيد والتعيس للإنسان كالتالي :

- التنجيم:

في لحظة ولادة الإنسان تتشكل خارطته الفلكية، وطوال عمره يتحقق وعدها حسب طبيعة الأبراح والكواكب والإتصالات، وكذلك النجوم الثابته، وأيضا حسابات رياضية تٌستخرج بموجبها السهام الدالة على الحظ.

والتنجيم يطرح سؤالا خطيرا حول: الجبر والحرية في حياة الإنسان، وإن كان أكثر المنجمين لايتحدثون صراحة وبإستفاضة عن هذه القضية بسبب الخوف من رجال الدين ونحن نتكلم عن الأوائل.. إلا انه واضحة طبيعة الجبر في أحكام التنجيم وحتمية تحققها، لكن إختلاف حظوظ الأشقاء التوأم وكذلك عدم تشابه حظ من يولدون في نفس المدينة وفي وقت واحد وضع علم التنجيم في حرج وأظهر نقصا واضحا في تفسيره للحظ، والمنجمون يفسرون إختلاف حظوظ التوأم بسبب فارقة الدقائق بينهما ومايحدثه من تبدل درجة الطالع، لكن هذا التفسير غير مؤثر ويتكلم عن فروقات بسيطة وليست جوهرية. وفي هذه المسألة الذي أنقذ التنجيم عقيد تناسخ الأرواح التي فسر ت سبب عدم تشابه حياة الأشقاء التوأم وفق منظورها.

في خارطة أنجيلنا الفلكية تواجد كوكب النحس الأكبر زحل في برج السرطان دليل الصدر والعائلة.. مما نتج عنه مشكلتها الصحية هذه، وكذلك حرمانها من حنان العائلة بسبب طلاق أبويها المبكر لاحظ البيت رقم واحد حيث تواجد فيه برج السرطان مع زحل.

الخارطة الفلكية لانجيلينا جولي

- عقيدة تناسخ الأرواح :

تعتقد ان الحظ هو عبارة عن الحساب والعقاب على سلسلة الحياة والممات المتعددة والأخطاء والحسنات التي إرتكبها الإنسان، فكل مايتعرض له في حياته من سعادة وتعاسة هو نتيجة لصدى الماضي الطويل الذي سبق له ان عاشه، ولهذا نلاحظ إختلاف حياة وحظوظ الأشقاء التوأم، فكل واحد منها جاء الدنيا وهو يحمل إرثا مغايرا لشقيقه وحسنات وسيئات مختلفة ستنعكس على حياتهما لاحقا، وطبعا في حالة حصول زيادة في أفعال الشخص الخيرة أو الشريرة في هذه الحياة سيحملها معه أيضا ويضيفها الى سجله، وهكذا تتكرر الدورة ولايوجد جواب نهائي عن كيفية إنتهاء هذا الوضع، وماتقدمه الأديان المؤمنة بالتناسخ هو مجرد تأويل وإجتهادات بعضها أدخل كذلك اللعنات التي تصيب الشخص من الأفعال الشريرة لعائلته وأجداده، والملاحظ ان الحظ هنا يعتمد على إرادة الإنسان ونوعية أفعاله في كل مرة يخلق فيها ويموت ويرجع الى الحياة.

وحسب منطق التناسخ.. هل كانت أنجيلنا في حياتها السابقة قاسية مع أطفالها وتسببت بمعاناتهم أو موتهم بإمتناعها عن رعايتهم وإرضاعهم من ثدييها والأن تُعاقب، وهل بسبب شعورها بالذنب ( اللاشعوري ) من تلك الأفعال دفعها الى رعاية الأطفال والعناية بهم في هذه الحياة؟ لايوجد دليل على هذا وهو مجرد إفتراض.

- قانون الجذب :

قانون الجذب - وليس الجاذبية - يؤكد على ان ماتفكر فيه وتتمناه بقوة وصدق ستحصل عليه، وكذلك ماتخاف منه ستجذبه اليك وتتضرر منه حسب القوانين الكونية، وهو يعطي للعقل والإرادة مساحة كبيرة في تقرير مصير الفرد، ويطلق الخيال والأحلام بعيدا في محاولات الحصول على المكاسب.

وقد يكون فعلا له مصداقية وتأثير، لكنه محدود ومكمل للتنجيم وعقيدة تناسخ الأرواح في تشكيل الحظ.

وربما قلق أنجيلنا جذب المرض اليها أكثر.

وحتى عامل الوراثة الذي تسبب بمرض أنجلينا يقع داخل دائرة الحظ الذي أوجدها في عائلة تحمل جينات السرطان، وعلى العموم يظل الحظ سرا من أسرار الكون الغامضة لانعرف عنه الكثير، وبعض الناس ينفي وجوده ويسميه سلاح العاجزين، لكن الواقع يثبت وجود الحظ، وتعمدت عدم الحديث عن دور الذكاء والتخطيط والجد والإجتهاد والعلم والدراسة لأن بعضها يعطي ثماره والآخر لايعطي وهي تتداخل مع قانون الجذب والتناسخ. ونسأل الله تعالى حُسن الخاتمة والموت المريح.

[email protected]