محور الممانعة، نقطة بدئه وجوهر مشروعه ايران، يمر عبر العراق قوة اضافية، يحط في سوريا الحكومة والدولة وبعض مكونات الشعب السوري، ليستقر في لبنان حضورا عسكريا وشعبيا وثقافيا، والقوة الاستطرادية متمثلة في حماس والجهاد الاسلامي خرجت تقريبا من هذا القوس الممانع.
قوس بشري كثيف بشريا ونفطيا وعقديا وجغرافية استرايجية تتحرك في كل اتجاهات العالم، ثم، فكر ثوري انقلابي، وقضية ساخنة، بل قضايا ساخنة، القضاء النهائي على اسرائيل، طرد امريكا بل كل الغرب من المنطقة، استقلال مطلق، تسيّد الفكر الاسلامي وترسيخ الهوية الاسلامية...
هذا المحور ماذا ينتظره؟ في محور الممانعة هذا كان شاغل امريكا والغرب كله، واسرائيل تجد فيه تهديدا وجوديا، ولا يزال الشاغل الاكبر، والنقطة الحساسة في صلب المشكلة، النووي الايراني!
والسؤال يتكرر...
ماذا ينتظر هذا المحور؟
راصدون متميزون وحياديون يسجلون النقاط التالية قبل الجواب على السؤال الآنف...
جيوش هذا المحور متمثلة في العراق وسوريا لا تُسمَّى جيوشا بالمعنى المهني ، فالجيش العراقي تعرض لانتكاسات متعاقبة منذ ان زجه صدام حسين في معارك لا تبرير لها، اليوم يعتبر جيش مهلهل، مشوش، بل ضعيف، الجيش السوري تآكل من الداخل، فقد قسطا كبيرا من ذخيرته الاستراتيجية، متعب.
شعوب هذا القوس تتعرض لمحن خطيرة، هناك شبه احتراب طائفي في العراق، الموصل والرمادي شبه خارجة عن السلطة المركزية، الشمال متقو على بغداد، الانفجارات والمفخخات تقتل المئات في كل شهر، الحرب في سوريا مذهبية بامتياز، لبنان توازن قوى مذهبي وطائفي معرض للاهتزاز، وفيما انطلبت شرارة لا يمكن السيطرة عليها، الخوف من حرب اهلية يجتاح الجميع.
الملايين من العراقيين والسوريين تحولوا الى مشردين، موزعين على الآفاق ، الامية في العراق تقترب من مناسيب مخيفة، السوريون في الخارج بلا مدارس، اللبنانيون مشغولون بلقمة العيش.
العمران في العراق محل تندر، هناك مافيات حكومية واهلية تتعاون على نهب العراق، سوريا تحولت الى قاع صفصفا، البنية الخلفية اللبنانية مهددة بالانهيار الكلي جراء اي حرب بين ( الحزب اللهي ) واسرائيل...
ازمات خانقة، مرور غير منظم، الرشا صار هو القاعدة، كهرباء شبه معدومة في العراق، سوريا مظلمة، كهرباء لبنان مشكلة شبه مستعصية، فهل من صناعة وطنية بعد ذلك؟
كهرباء المولدات والحلول الترقيعة ليست حلولا استراتيجية، وبالتالي، المشكلة قائمة.
ايران!
نقطة البدء وجوهر المشروع ايران، تعاني من متاعب اقتصادية يقض مضجعها، ومهما ابتزت العراق بشكل مباشر وغير مباشر، تبقى المشكلة قائمة، يلفها حصار اقتصادي خانق، عزلة دولية.
شيعة القوس متفرقون، متناحرون، ايران تمسك العصا من الطرفين ومن الوسط، فلا قرار لهؤلاء الشيعة في تقرير مصيرهم، صناع القرار السياسي الشيعي يكرهون ايران، ولكن لا شجاعة لديهم لاعلان استقلالهم بالراي والفكر، سنة القوس الحرب بينهم قائمة، دموية، قرارهم موزّع بين السعودية وتركيا وامريكا، الجميع يؤكد بان حربهم في سوريا مستمرة حتى اضعاف الجميع...
بعد كل هذه المقتربات هل يمكن الجواب على السؤال السابق؟
ماذا ينتظر خط الممانعة؟
هل تتصالح ايران مع واشنطن وتتم حل مشكلة النووي؟ ولكن تُرى هل المسالة بهذه البساطة كما يتصور الكثيرون؟
هل تتوافق الطوائف والملل على حل ينهي كل هذه الاحترابات الدموية التي راحت تاكل الاخضر واليابس؟
ام سوف تأتي امريكا من الابواب والشبابيك لتستقر مع حلفائها الغربيين والعرب في العراق وسوريا؟
ام ان حربا مشرعة الابواب سوف تجتاح المنطقة تحرق العباد والبلاد، لا تبقي ولا تذر؟
ام يبقى الحال على ما هو عليه حتى يهلك الجميع؟
كل الاحتمالات واردة، وشيعة القوس هم الحلقة الاضعف كما يقول خبراء متخصصون....
لماذا؟
التعليقات