في عالم فوضى السياسية في العراق كل شيء جائز ، لا حدود ولا التزام ولا احترام للمواقع ، والقصد هنا في العراق فقط يستطيع مثلا رئيس مجلس النواب ان يرتب زيارة خاصة له الى الولايات المتحدة ً، والتباحث في شؤون عسكرية ليست من اختصاصه او موقعه .

فقبل ايام قلائل اجتمع اسامة النجيفي مع رئيس الولايات المتحدة السيد أوباما ، واجتمع مع وزيري الخارجية والدفاع الامريكي والمستر بايدن وتفاوض من اجل تسليح القوات العسكرية العراقية و العشائر بمعدات عسكرية ، وكان قد اصطحب معه من لندن شخص لم يستلم اي مواقع رسمية في العراق ، وتحوم حوله الكثير من الشبهات .


النجيفي مباشرة بعد رجوعه الى العراق اطلق مبادرته لمعالجة ازمة الانبار المتضمنة خمس نقاط ، روجت لها القنوات الإعلامية المعروفة والتي تتناغم مع مشروعه .


فقرات مبادرة النجيفي ظاهرها مغلف بغلاف قد يسر الناظرين ، وباطنها ملغم بقدر متعثر للعراق وللمناطق الغربية خاصة .

في الفقرة الاولى يطالب الجيش بالانسحاب الى حدود العراق والابتعاد حتى عن حدود المدن التي تأوي الإرهابيين من الداخل والخارج ، سؤالنا الى السيد النجيفي ، نقول !! ان الشرطة المحلية هي قوات أمنية مشكلة من داخل نواة اهل الانبار ، ثم ان ما يسمى بدولة العراق والشام ( داعش ) هؤلاء قدموا من خارج العراق وبمثابة غزاة للأرض العراقية وبتحفيزات وتسهيلات خارجية إقليمية ، وأي قوة مهما كانت مسمياتها تأتي وتغزو أرض الوطن تناط مهمة إخراجها الى جيش الدولة النظامي ، فهل يريد النجيفي ان يقف الجيش متفرجا ً ؟؟؟؟!! نعم قد يستعين بمواطنين من الداخل لكن ليس معنى ان يقف الجيش موقف الضعيف والعاجز ويدفع بهذه المهمة كلياً الى المدنيين .

يطالب النجيفي ترك المهمة الى القوات الامنية وأبناء العشائر ، نقول للسيد رئيس مجلس النواب ، اذا كانت داعش والمتعاونون معها من بعض أبناء وشيوخ العشائر هم من يترصدوا ويقتلوا قوات الامن ويتم حرق مقراتهم ، بمعنى ان قوات الامن في الانبار قوة ضعيفة ، يخضع بعض أفرادها الى تهديدات وضغط قوات داعش ، وهذا مايفسر ضعف هذه القوات ، نستنتج في هذه الحالة انها لم تستطع في هذه الظروف ان ترقى الى المستوى المطلوب ، وفي هذه الحالة لابد للجيش من إسنادها ، او ان قوات امن الانبار المشكلة أصلاً من نفس أبناء الانبار قوة قد تكون بعض فصائلها متعاونه مع داعش ، بمعنى اخر حصول اختراق للقوات الامنية وبالتالي يعني إنعدام الثقة الكاملة مابين الحكومة وقوات شرطة الانبار .

في هذه الحالة نسال النجيفي هل يبقى الجيش مختبئا ً في مقراته ومتفرجاً بما يحصل من قتل وذبح للمدنيين والإبرياء في الانبار .

ثم اين هي هيبة الدولة عندما تتعرض الارض الى خطر الغزو الخارجي تحت مسميات ما انزل الله بها من سلطان مدعومة من دول خليجية يحرض شيوخ الفتن فيها على التكفير والذبح والقتل ؟؟ ، كل ذلك لإضعاف الدولة وإسقاطها ، !! تقع كلها في دائرة الفكر الطائفي !!!! الم يعتبر كل هذا التحريض المستورد والمعلب بعلب الطائفية غزو خارجي !!! لابد للجيش ان يأخذ مهامه ويخرج من ثكناته دفاعا عن الأبرياء والأرض والوطن !!!!!


ثم نذكر النجيفي الذي يرفض وجود الجيش حتى على حدود المدينة ، ان لندن عندما تعرض المواطنون فيها الى اعمال سرقة وشغب وليس - ذبح وقتل وتفجير - من قبل شباب طاش من داخل البلد ، ولم يأتوا من خارج البلد كداعش ، ولم تتمكن شرطة اسكوتلاند يارد في الأيام الاولى بقوتها المعروفة ان توقف من حد تلك الاعمال ، نفذ صبر الدولة و هدد رئيس الوزراء البريطاني حينها ان ينزل الجيش الى شوارع لندن لاستتباب الامن في حال عدم تمكن شرطة لندن .

المالكي لو لم يأمر الجيش بالتصدي لداعش ، ولما هو حاصل في الرمادي والفلوجة من اختراقات فاضحة ، لخرق القانون من قبل عناصر تعبث بالأمن ، تتعاون مع داعش لغايات سياسية ، يقينا لكان قد تعرض الى انتقادات لاترحمه من داخل الوطن ومن خارجه لعدم تأمين الحماية للمواطنين .

في الفقرة الرابعة من المبادرة يطالب النجيفي : بإيقاف الملاحقات القانونية تجاه أبناء الأنبار من الذين رفعوا السلاح دفاعاً عن أنفسهم و إصدار عفو عنهم .

غريب هذا الطلب ، قبل كل شيء يريد رئيس مجلس النواب الذي من مكان منصبه وكرسيه تسن القوانين بحق الشعب ، يريد ان يخرق القانون وبالتالي يعطل الدستور .


كل قوانين ودساتير العالم تنص ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته ، يريد النجيفي ان يلغي هذا القانون ويعتبر كل من رفع السلاح بريء يخرج حتى من دائرة التساؤلات والتحقيقات ،


سؤالنا اذا كان المشبوه الذي تجرى ملاحقته برىءاً فلم التخوف من التحقيق معه إذن !!! ثم بوجه من رفع السلاح ؟ اذا كان بوجه داعش فهذا معنى انه يصطف مع مطالب الدولة. ولا يحق للدولة ملاحقته ، اما اذا كان قد رفع السلاح بوجه الدولة او ضد الأبرياء ، فيحق للدولة عند ذلك مسألته والتحقيق معه حتى تثبت براءته ،


بقي ان نستنتج ان النجيفي يريد ان يسقط التهم بحق هؤلاء جزافاً ،،لأنهم رفعوا السلاح من اجل تحقيق مطالبهم التي تسمى بالمشروعة من ساحات الاعتصام ، وانهم أبرياء لايحق لحكومة المالكي ان تحقق معهم. !!!!! غريب هذا الطلب المغلف بحيز كبير من التناقضات والشبهات والمغالطات . انه طلب يصب في دائرة الجذب السياسي


اما في الفقرة الخامسة من مبادرة النجيفي يطالب بتشكيل قوة قوامها عشرون الف عسكري من أبناء عشائر الرمادي للدفاع عن المدينة ، اي مايقارب فيلق كامل ،!!! في هذه الحالة لنا تساؤلات عديده تخص هذا الطرح من المبادرة ، هل يريد النجيفي تأسيس جيش منفصل عن الجيش العراقي في للأنبار ؟. هل هي دعوة موجهة الى كل المحافظات لإنشاء جيش خاص لها ؟ هل نفهم انها دعوة للانفصال وتقسيم العراق اتفاقا مع مشروع بادين !!! وبحسب علمي ان كل محافظة ممثلة في الجيش العراقي وبحسب نفوس المحافظة ، فلماذا هذه الدعوة الملبسة بالغموض. !!!؟ ام انها غاية في قلب يعقوب ؟..


الملفت للنظر ان طرح مبادرة النجيفي ذات الخمس نقاط جاءت بعد رجوعه من الولايات المتحدة واجتماعه مع الرئيس أوباما ووزير خارجيته اضافة الى السيد بايدن .

الكثير من الشبهات تدور حول هذه الزيارة الغامضة التي تزامنت. مع حرب تطهير الرمادي والفلوجة من قوات داعش والمتعاونين معها .

وأول هذه الشبهات هي ، هل العرف السياسي يسمح لرئيس مجلس النواب للدولة التباحث مع وزير الدفاع ومسؤولين عسكريين في الشؤون العسكرية للدولة ؟ هذا اولا !!! ام انها تقع فقط على مسؤولية وزير الدفاع !!!!!! اذا كان الغرض هو الحث على تزويد الجيش النظامي بمعدات عسكرية،، فهذا يقع ضمن متطلبات الدولة ، اما اذا كان الامر يتضمن تسليح عشائر معينه فهذا كلام فيه الكثير من النظر ومورد لتساولات عديدة .

الاحتمال الثاني من الزيارة هو تشويه الحقائق لما يدور على الارض العراقية في المناطق الغربية منها مع حمل ملف العلواني للدفاع عنه .


في زيارة النجيفي الى الولايات المتحدة استغربت كما تساءل غيري أيضاً عن مغزى جلوس أنس التكريتي عراب حركة الاخوان المسلمين في العراق ، علماً ان أنس التكريتي يعيش في بريطانية ولم يحمل اي صفة سياسية او دبلوماسية عراقية ،

مصادر كثيرة تتهمه باتصالاته المشبوهة و بعلاقاته الوثيقة مع المخابرات البريطانية .


كما ان المذكور أنس كثيراً ما يروج لمشروع بايدن التقسيمي في العراق ، اسامه النجيفي عندما تعرض لسؤال عن سبب جلوس أنس التكريتي بجانبه اثناء المفاوضات التي أجراها في الولايات المتحدة ، تملص من الإجابة.

الشيء الذي يمكن استنتاجه من هذه الزيارة وأصطحابه لإنس التكريتي صاحب النفوذ الواسع والذي يرتبط بعلاقات قوية مع بعض الأجهزة البريطانية، انها ليست زيارة لمصلحة العراق فظاهرها التباكي على أهالي الانبار ووضع الحلول لهم ، وباطنها يحوي هدفين اما ان يكون الاول الترويج لمشروع بايدن التقسيمي ، او قد يكون الثاني هو ان الانتخابات العراقية على الأبواب ومعركة الترشيح لرئاسة الجمهورية معركة ستكون حامية الوطيس ، والمرشحون كثر ، والنجيفي احد الحالمين بهذا الموقع، وطبيعي لن يحظى الحالمون بهذا الموقع المهم الا بعد استرضاء الولايات المتحدة وايران ، ونذكر ان النجيفي كان قد حل ضيفا بين يدي قاسم سليماني !!!! والله من وراء القصد .