"التحرش غدًا واجب وطني وحق مشروع"

&كنت أعاني, أقلق وأخاف في كل مرة عزمت فيها على الذهاب إلى العمل. لا أعرف ماذا أقول وبماذا أبرر, أهو الخوف على مصدر رزقي الوحيد, أم هو خوفي من مديري الذي جعله التسلسل الوظيفي الإدارى يتحكم بي؟!

&أنا أعلم مدى حاجتها للوظيفة. فهي أم لأيتام تعمل على النفقة عليهم ولكني ضد أن تعيش وتعمل بهذه الطريقة. إنها تتعرض لمضايقات في عملها. الا يكفيها ماهي فيه والظروف التي تعيشها، فالتحرش الجنسي في العمل مشكلة بدأت تتحول في مجتمعات كثيرة إلى ظاهرة تبعث على القلق حيث تجد المرأة نفسها وكأن البحر أمامها والأسد خلفها فالحاجة إلى العمل من جهة ووجود رجال ضعاف النفوس في محيطها الوظيفي يقفون في طريق عملها وعفتها من جهة أخرى ويضغطون على أعصابها.

وتقف حينئذ حائرة!! ماالخطوات التي يمكن أن تتخذها لتتخلص من هذه المشكلات؟

هل ستترك العمل؟

هل تشتكي المتحرش سواء كان مديرًا أو زميلاً؟

كيف ستثبت صحة شكواها؟

هل ستستسلم للتحرش؟

إن كثيرًا من اللاتي مررن بهذه التجارب لا يتحدثن عنها والقليلات جدًا من يتجرأن بالكشف عنها لأسباب عدة كالخوف من الفضيحة وحساسية ووضع المرأة في المجتمع العربي وعدم إمكانية إثبات حدوث التحرش.

"نداء عاجل إلى كل متحرش"

"التحرش غدًا واجب وطني وحق مشروع"

تلك المقولة منتشرة على الفيس بوك ولا عجب من ذلك!! فنحن في مجتمع ذكوري يدين المرأة في كل شيء فالمرأة مسئولة عن غواية الرجل فهي الضحية والجاني في نفس الوقت ولا عجب من ذلك و"الخطاب الديني المتشدد" الذي يصور المرأة على أنها جسد مدنس مسكونًا بالإغراء. إذًا فهي مرغوبة بالفطرة ومكروهة ومحتقرة في نفس الوقت.

و"الخطاب الإعلامي" لا يقل سوءًا فهو يصل تقريبًا إلى نفس النتيجة حيث يعرض جسد المرأة عاريًا ويستخدمه للترويج للسلع والخدمات فيبعث رسالة إلى المشاهد معناها أن المرأة عبارة عن جسد جميل مليء بالإغواء فتكون النتيجة أن المرأة ليست كيانًا إنسانيًا جديرًا بالاحترام والحب والمودة والرعاية.&

&أما من جهة القضاء على التحرش الجنسي في الأماكن العامة فلا غبار عليه, فماذا إذا عن الأماكن "الخاصة"؟!! نعم أقصد الأسرة. فمصطلح "متحرش" يمتد ليشمل العلاقة الجنسية بين الزوجين. حيث أن الضرر الجنسي يمتد ليشمل العلاقة الجنسية بين الزوجين إذا كانت في أوقات لا تحلو للمرأة وهو ما أطلقت عليه وثائق حقوق الإنسان ِ"الاغتصاب الزوجي" وهو ما أكده "الأمين العام للأمم المتحدة" في تقريره الصادر للجنة مركز المرأة عام 2010 "عدد الدول التي تعاقب على الاغتصاب الزوجي يتزايد ولكن لا تزال عقوبة الاغتصاب داخل إطار الزواج أقل من الاغتصاب من قبل أغراب"!!! (الفقرة 123)

عزيزتي دولة القانون...

- إن مصطلح "المرأة" يجب أن يمتد ليشمل "الطفلة"

- عدم تمكين مرتكبي العنف ضد المرأة من الإفلات من المسئولية الجنائية.

- أن تعطى للزوجة صلاحية أن تشتكي زوجها بتهمة التحرش فيلقى من العقوبة ما يلقاه المتحرش بأجنبية!

- أن لا يركز الخطاب الديني على مفهوم سبايا الغزوات وملكات اليمين.

- لابد من الكف عن تحقير المرأة وقطع لسان كل من يزدري بها.

- لابد من تعريف "التحرش الجنسي" بأنه "أي قول أو فعل يحمل دلالات جنسية تجاه شخص أخر يتأذى من ذلك ولا يرغب فيه" وهو بذلك يجمع بين الرغبة الجنسية والعدوان من طرف إلى طرف بدون تراض.

أما أنت يا سيدتي

&لاتخرجي من باب بيتك, احتقري نفسك لكونك أنثى, ألبسي حجاب أو ألبسي نقاب, تحشمي بكل وسائل الحشمة فهذا لن يحميك من المتحرش فهو دائمًا أمامك وورائك وسوف تكوني الجاني حينئذ، فربما تكوني قد أغويتيه بشكل ما, فالرجل في مجتمعاتنا العربية لا يخطيء أبدًا.

&كفي عن العمل.

&كفي حتى عن شراء احتياجات أسرتك وعن تربية أولادك وتوصيلهم للمدرسة. وعن شراء الأدوية للمريض في بيتك.

&وأخيرًا موتي فوأد البنات حلال.. حلال.. حلال

&

&

[email protected]

&