بعد شهور طويلة من قصف طيران الحكومة العراقية للمدنيين العراقيين في المدن العراقية المنتفضة بعد الخطوات التي أقدم عليها نوري المالكي وطاقمه السلطوي، يحاول اليوم المكلف الجديد حيدر العبادي تصحيح الموقف و لو عبر فرقعات إعلامية تثير التندر أكثر مما تثير العجب! وذلك عبر تحذيره كما قال لسلاح الجو العراقي من مغبة قصف المدنيين في الحرب ضد الجماعات الإرهابية.
السؤال الذي ينتصب بقوة ويتحاشى العبادي التركيز عليه هو هل توجد حقيقة قوة جوية عراقية؟ وهل أن من يقوم بالقصف من الجو هم الطيارين العراقيين حقا؟ أم أنهم غربان الجو الإيرانيين من سلاح الجو الإيراني و الذين قتل بعضهم في إسقاط طائراتهم ( السوخوي ) المسروقة أصلا من سلاح الجو العراقي السابق كالطيار الإيراني المجرم المقبور ( شجاعت مرجاني )!. كما إن تصريحات و إعترافات و مشاهدات بعض الطياريين الأكراد قد أكدت على حقيقة إدارة سلاح الجو الإيراني لمعارك المدن العراقية الثائرة من خلال التوسع في إستعمال البراميل القذرة التي بدأت في سوريا لمساندة نظام القتلة السوري، ثم توسعت في العراق لتصبح منهجا قتاليا متبعا و سياسة حكومية كان نوري المالكي مصرا على إنتهاجها في التعامل مع الرافضين لحكمه و تسلطه و عنجهيته و فشله و طائفيته الرثة؟
ألم يهدد علنا المنتفضين السلميين بقوله ( إنتهوا أو ستنهون أيها الفقاعات )! وهو ما فعلته عصاباته السلطوية بدموية مفرطة في ( الحويجة ) في العام الماضي وحيث بدأ بعد ذلك مسلسل التدخل الإيراني العسكري المباشر سواءا من خلال عصابات الحرس الثوري الإيراني في فيلق القدس أو من خلال العصابات و الميليشيات الطائفية العراقية التي أوكل لها الإيرانيون مهمة حماية المالكي مثل عصابات العصائب و جيش المختار البطاطي و كتائب حزب الله وغيرها من العصابات الطائفية الرثة.
وسقوط المالكي طبعا لم يتبعه سقوط ميليشياته القذرة التي لا تزال متواجدة و بكثافة وهي رهن وطوع بنان النظام الإيراني و التي هي الجيش الإيراني الرديف في العراق الذي بات يهيمن على القرارين السياسي و العسكري في العراق ويدير محاور العمليات العسكرية و بمراقبة ومتابعة لصيقة من الجانب الأمريكي الذي يراقب الموقف و يكتفي بالتدخل المحدود في لعبة الدم القائمة حاليا في العراق.
حيدر العبادي هو في البداية و النهاية إبن مطيع لتلك المؤسسة الإيرانية المهيمنة على العراق من خلال حزبه ( الدعوة ) وهو طبعا مهما بلغ من الحصافة وحتى حسن النية لايمكنه أبدا من تطويع و برمجة وحتى فرملة القرار الإيراني في العراق إذا إصطدم ذلك بالمخطط الإيراني لفرض السيطرة شبه الكاملة على العراق.
الإيرانيون اليوم وتحت الإشراف الأمريكي المباشر يستبيحون العراق و يجعلون منه قاعدة عسكرية متقدمة وخط دفاعي أول ولربما أخير لحصونهم في طهران، وقد لعبت سياسات و توجهات حكومة المالكي دور كبير و مباشر وميداني في هذا الوضع الشاذ في ظل الغياب الحقيقي و الشامل للمؤسسة العسكرية الوطنية العراقية وحيث يتم القتال الداخلي العراقي اليوم بأدوات ليست عراقية كما نعلم و تعلمون.
العبادي لايمتلك القدرة على السيطرة أو التوجيه لطبيعة العمليات العسكرية الدائرة لأنه لم يتمكن بعد من تشكيل حكومته والتي حتى إن تشكلت فإنها تضم مراكز قوى إيرانية هي بمثابة عيون و مجسات إيرانية في الحكومة كمثل جماعة ( تنظيم بدر ) التابع لهادي العامري وزير النقل وهو الشهير بتقبيله العلني لأيادي علي خامنئي في أحد المؤتمرات في طهران!! وغيره.. فهل بمثل هؤلاء العناصر سيتمكن حيدر العبادي من منع سلاح الجو السلطوي من الإيغال في ضرب المدنيين؟ ملفات حاسمة وكبيرة ورهيبة ستجعل من الأحلام التي بناها البعض على حيدر العبادي تتحول لكوابيس مزعجة!!... حجم التدخل الإيراني في العراق أكبر مما يعتقد بعض المتفاءلين لكونه يمثل الكارثة الحقيقية في عراق التنازع و التحاصص الطائفي، و النظام الإيراني مستمر في الإنتقام من الشعب العراقي و لن يفعل حيدر العبادي شيئا وحتى إن حاول فسينتهي قبل أن يفعل أي شيء!!.. تلك هي حقيقة الأوضاع العراقية مع كل الأسف، فحجم تركة الخراب المالكية ينوء بحملها الجبال!.&
&
التعليقات