&نشر الاخوة في تنظيم ابناء النهرين بلاغا صادرا عن اجتماعهم في تاريخ 9 كانون الثاني الجاري، وفيه تقييم لما حدث بعد 10 حزيران وطرح رؤى لما بعد اعادة تحرير المناطق التي استولت عليها داعش، بسهولة حتى ان الدواعش باعتقادي لم يصدقو ما حصلوا عليه وبهذه السهولة الغير المسبوقة.

بداية باعتقادي انه يجب ان نكون اكثر واقعية في نظرتنا للامور، فما حدث لم يكن احتلال منطقة، بل كان انهيار دولة ومعها تمت عملية تهجير وعلى اساس طائفي مقيت تم فيها اعادة وضع شروط الاحتلال الاسلامي الاول للمناطق التي تم الاستيلاء عليها. وهي اما اعتناق الاسلام للازيدية او الموت او الهرب وللمسيحيين الجزية او ترك كل شئ واللوذ بالنفس من ما ينتظرها. وقد اصاب الاخوة الشيعة ايضا ما اصاب الاخرين ولكن لم يتم التعرض لنساءهم بالسبي.

&امام الهروب الجماعي لمئات الالاف من الناس وبدون اي امكانيات وامام انهيار الدولة العراقية، فان واقع المعالجة كان يمكن ان يكون اسوا بكثير لولا وجود حكومة الاقليم وما قامت به منظمات المجتمع المدني والكنائس. اما احزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري فباعتقادي ان امكانياتهم معروفة ومحدودة امام مثل هذا الزخم الكبير والغير المسبوق، زخم كادت كل امكانيات الاقليم امامه وكانها لا شئ. اي نعم من الواجب تقييم الامور دائما والبحث عن الخلل في كل ما حدث ولكن تسليط الضؤ على بعض الايجابيات كان من الضروري ايلائها اهمية خاصة، وخصوصا موقف الكنائس الجامعة كلها على المطالبة بالحماية الدولية والمنطقة الامنة،وهو موقف غير مسبوق، لا بل ان بعض رجال الدين ولاول مرة صرخ وبكى واشتكى من ان الحالة هذه مستمرة منذ اكثر من 1400 سنة في بادرة تقول انه لم يعد للسكوت بعد الان من مبرر، وهي خطوة باعتقادي جيدة لطالما قلنا واكدنا عليها وهي ان الكنيسة ورجالها ليسوا مطالبين بان يكونوا جزء من جوقة المنافقين، بل عليهم تسليط الضؤ على الوقائع كما حدثت والا لن تكون هناك معالجة.

وسلط البلاغ الضؤ على تعدد التشكيلات العسكرية لشعبنا، ودور هذا الامر في اضعاف موقف شعبنا وتحول الامر من امكانية قيام تشكيل عسكري فاعل يمكن ان يحمي مناطق سكنى شعبنا الى مجال للتنافس الحزبي والصراع المدعوم من الاكثريات. وفي هذا الصدد طالب البلاغ بتشكيل مجلس عسكري يعمل من اجل ادارة هذه التشكيلات وضمان وحدتها وكونها تخدم الهدف الذي تشكلت من اجله وهي الحفاظ على الامن في مناطق سكنى شعبنا، تحت ادارة هيئة سياسية مشتركة من قبل اغلب تنظيماتنا السياسية. هنا نود ان ننوه ان هناك بالفعل تشكيل مثل هذا وهو تجمع احزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ولكن يراد له التفعيل وضم اطراف اخرى اليه لم تكن موجودة حين تشكيله. لانه بالفعل لم يعد الامر قابلا لتشكيلات جديدة تكون بديلة للقديمة بالاسم وليس بالعمل. المسألة هي في وضع خطط واضحة في تدرجها لتحقيق الاهدف وتوزيع الاهتمامات الى لجان تختص بامور محددة وتقدم لقيادة تجمع احزاب شعبنا لاقرارها.

ولكن المقترح الاكثر اهمية في البلاغ كان باعتقادي ما طرحه من مطلب معقول ومتوازن ويتلائم مع الدعوات القائمة في عصرنة وبناء العراق الجديد الخالي من الظلم والاضظهاد، كما في تحمل الاكثريات مسؤولياتها الاخلاقية والانسانية في حماية الاقليات والحفاظ على خصائصها وموروثها الحضاري من خلال الدعوة الى اخراج منطقة سهل نينوى من المناطق المتنازع عليها والقيام بعمل مشترك بين حكومة بغداد الاتحادية وحكومة الاقليم لقيام تشكيل اداري يتمتع بصلاحيات تمكنه من الحفاظ على امن وتطوير الحياة اليومية لسكانه ويضمن مشاركة ابناءه في بناء مستقبل العراق بارادتهم الحرة كشريك فعلي، سواء سمينا المنطقة محافظة مستقلة او منطقة الحكم الذاتي. ولكن وقبل كل هذا او بالتوازي معه لدينا سؤال معقول وهو هل ستتمكن تنظيماتنا السياسية ومنها ابناء النهرين في تجاوز الخلافات والعمل بروح المسؤولية لبناء مستقبل افضل لشعبنا، ام اننا من خلال هذه البيانات نرمي الى رمي المسؤولية على الاخرين باعتبارنا اننا حذرنا واقترحنا؟

&