كما المتوقع، فقد انفجرت المظاهرات الهائجة والعنيفة& في عواصم عربية واسلامية عدة احتجاجا على رسم كاريكاتوري نشرته المجلة الفرنسية تشارلي ايبدو، التي قتل الارهابيون المجرمون عشرة من صحفييها. وبصرف النظر عما قصده الراسم وهل هو سب واهانة أم مجرد رسم يدين القتل باسم الاسلام والنبي الكريم كما كان بقصد صاحب الرسوم الدانيماركية، فإن الردود الشارعية- وهي غالبا اخوانية وقاعدية وطالبانية- أكدت من جديد وجديد على إن غالبية المسلمين غير قادرة على الرد الحضاري على إساءة ما مفترضة.. ففي القوانين ما يدين كل اساءة& لشخص او مقام بما يدخل في باب التشهير والقذف& أو التحريض على الكراهية والعنف. الشارع الباكستاني لم يخرج ولا بمظاهرة يعتد بها ادانة لقتل 200 تلميذ مسلم على ايدي طالبان. و لم تخرج اية مظاهرة وفي أي بلد اسلامي ادانة لخطف وسبي 7000 امرأة أيزيدية واغتصاب الكثيرات وبيعهن كالرقيق. ولم نسمع ردا من الشارع او اكثر الكتاب ادانة او نقدا لمن رددوا في باريس باسم فلسطين " الموت لليهود."، بل ولم نقرأ من يستهجن مواقف تلاميذ مسلمين فرنسيين حين رفضوا الوقوف حدادا على ضحايا مجزرة باريس ومن قبل على ضحايا المجرم محمد مراح في مدينة تولوز. واليوم صرنا نقرأ مقالات مطولة عما يدعيه اصحابها من عنصرية تسود فرنسا ضد المسلمين وتعمد تهميشهم. وقيل إن الاخوين القاتلين كانا مهمشين ولذا لجأ للقتل الجماعي-& وما حيلة المهمشين غير الارهاب!!! وانتقاصا من مظاهرة التضامن مع فرنسا ثمة من يورد مشاركة نتنياهو وكأن& محمود عباس لم يكن مشاركا، وكأن فرنسا ليست من دعمت بقوة في مجلس الامن المشروع العربي الفلسطيني عن الدولة الفلسطينية.
وكان اوباما في ولايته الاولى قد غمز من فرنسا ضمنا بسبب القانون الذي يحظر حمل الرموز الدينية في مدارس الدولة ومنها الحجاب. وها هو اليوم ينتقد دولا في الاتحاد الاوروبي لم يسمها بحجة أنها لا تعمل على دمج المسلمين كما تفعل الولايات المتحدة . وكان بقصد فرنسا أيضا، وبما يشبه تفسيرا للمذبحة.
لقد سبق وان نشرنا سلسلة مقالات عن الهجرة في الغرب. والمعروف أن في فرنسا اكبر جالية مسلمة في اوروبا [ العدد حوالي 5 ملايين أو اكثر بقليل]. واذا كانت هناك اقلية صغيرة تتعامل بعنصرية مع المسلمين فان القوانين ومؤسسات النظام الديمقراطي& تدين وتعاقب كل تمييز وعنصرية . وقد وصل مسلمون& فرنسيون لمراكز عليا في الدولة. فمسلمة فرنسية من اصل عربي كانت وزيرة& للعدل واخرى تدير اليوم وزارة التعليم.. وبالمقابل، فثمة عنصرية ضد الفرنسيين تمارسها فئات من المسلمين والسود وهو ايضا ما كتبنا عنه في احد المقالات السابقة. وقد اخطأ اوباما في المقارنة بين النظامين والتجربيتين الاوروبية الغربية والامبيركية. فمعظم المهاجرين لاميركا هم من اللاتينيين، وهم مسيحيون ولا يضايقون الدولة بمطالب خاصة كما تفعل الجاليات المسلمة& في الاتحاد الاوروبي، مثل الاصرار على الحجاب في المدارس وموضوع الطعام بين حلال وحرام والصلاة في الشوارع والمطالبة باعتبار اعياد المسلمين اعيادا رسمية، وغيرها. والتهمة الموجهة، من مثقفين وساسة غربيين للتجربة الاوروبية ليست في ما يمسى التهميش بل في التنازلات المستمرة التي نقدم امام المطالب الاسلامية& وسبق وان توقفنا لدى كتاب المؤلف الاميركي كالدويل الصادر عام 2009 عن خطر تحول اوربا الغربية سلبيا بسبب الضغوط والتنازلات الني تنخر في العلمانية
إن المؤلم أن تصرفات& أقليات مهووسة& وصاخبة بين الجاليات المسلمة جعلت حوالي 70 بالمائة من مواطني عدد من الدول الغربية الاوروبية الكبرى تقلق من الوجود المسلم . كما اساءت للغاية العمليات الإرهابية الاسلامية، في الغرب وفي العالم الاسلامي نفسه، لسمعة المسلمين والاسلام.& ويجب ان يقال علنا وبصوت قوي إن من يسيؤون للرسول والله& والدين هم من يستخدمون واجهات الله والرسول والاسلام لتنفيذ ولتبرير جرائم القتل والتدمير والسبي وحرق الكنائس& وقتل التلاميذ...

وللحديث بقية ..
&