كأنما لم تكف عراقيي الوطن ما يعانون من مآسي متراكمة، حتى يداهمهم وباء كان قد قضي عليه منذ عقود وخلا العراق منه.. وباء الكوليرا الذي راحت له ضحايا في بغداد وغيرها مرتبط بكوليرا داعش وعبثه بالمياه والأرواح ومعالم التاريخ والمقدسات وهو مرتبط بكوليرا ألفساد الذي يتسبب في وضع الفاسد او غير الكفوء في مناصب هامة، كما ارتباطه بالمحاصصة التي جاءت مسخاً للديمقراطية ولمبدأ المواطنة والمساواة والعدالة. والى جانب هذه الكوليرات التي هي اكثر خطراً ودماراً من الوباء هنالك أمراء الحرب والمليشيات الذين ينافسون برابرة داعش في ابتذال الدم والأرواح من امثال البدريين والكتائبين وحزب الله والمهندس وابو درع وابو عزرائيل.
تجمعت كل هذه الافات الفتاكة على الوطن العراقي المستباح وسكانه، لتجعل من العراق بلداً غير امن وفي مقدمة دول الفساد والنهب العلني.. وكان ثمة امل ما في احتمال التغيير نحو الأفضل، وقامت المظاهرات الشعبية المؤيدة لإصلاحات الدكتور العبادي، ولكن ما تحقق لا يبشر وهو اقل من القليل، لاسيما وان العبادي لايزال مسؤولاً في حزب الدعوة، المسؤول الاول عن المفاسد والمظلوميات، وانفلات داعش. وها اننا نجد قوى الردة الرجعية، الفاسدة تعيد الكرّة على الشعب، بتنفيذ عمليات تعذيب واغتيال للناشطين دون ان نسمع باعتقال مجرم وتقديمه للقضاء...
عراق اليوم في أخطر وضع من تردي الامن وانهيار الخدمات وانفلات المليشيات وحملات داعش، وقوى الردة لاتزال قوية جدا وتعمل ليل نهار للتصدي لمطالب الشعب في مكافحة الفساد وتحسين الخدمات وانهاء المحاصصة، ومن وراء هذه القوى قاسم سليماني الذي ينفذ أوامر مرشده في استباحة العراق، كما تستباح سوريا ولبنان وغيرها.. ان شعار الاصلاح الذي تطلقه المظاهرات وتدعمه المرجعية الدينية الشيعيه، شعار عام فضفاض، ولابد من التوضيح وتشخيص وتحديد ما يعنيه الاصلاح المطلوب والتوصل لجدول زمني لمعالجة الاوضاع بإرادة قوبة ووعي كامل وبصبر ونفس طويل..ومهما كان التردي في العراق، فانه لايبرر ان يركض الالاف والالاف من افراد الطبقة الوسطى، ومن الحشد الشعبي والبشمركه، للالتحاق بالنازحين السوريين للوصول الى اوربا الغربية، وادعاء الكثيرين منهم بأنهم سوريين.. العراق لم يصل بعد الى وضع الكارثة السورية الممزقة والمحتلة من داعش والقاعدة وروسيا وايران والاخوان المسلمين.. وعلى القادرين ان يبقوا لمحاربة داعش وللمطالبة باصلاح الاوضاع. وفي ظلمات الكوارث والكوليرات ، آطل العيد على العراقيين، فأي عيد، ولمن العيد؟؟؟؟؟؟؟
ولقد كتبت ذات يوم في اواخر التسعينيات مايلي:
لاتلمني اذا بكت آوراقي ضاع اهلي وناح قلب العراقِ
طحنتنا احزاننا فنسينى فرح العيد طافحاً في المآقي.
&
- آخر تحديث :
التعليقات