انفجر مؤخرا في فرنسا سجال حول سفر ولدين من أولاد رئيس الوزراء الفرنسي في سفرة رسمية، وان هذا يدخل في باب استغلال النفوذ. في البرلمان علت أصوات وفي الصحافة، علما بان تكاليف الولدين تقل عن الفي دولار. رئيس الوزراء اعترف بخطاه وسدد الفاتورة، وذيول القصة باقية. في العراق فساد ينخر المجتمع والدولة، والاحتيال المالي بالمليارات، وأبناء بعض المسؤولين يهربون أكثر من مليار ونصف عدا ونقدا، ولا رقيب. فالبرلمان عاجز عن محاسبة مسؤول تسنده الجارة الشرقية ويرأس الحزب الحاكم. بل يعجز حتى عن استدعائه امام البرلمان حول قراراته بالانسحاب الغريب والمثير من الموصل. حتى إسرائيل التي نشتمها ليل نهار، قدمت للقضاء رئيس وزراء سابق، ورئيس الجمهورية نفسه...

حالة من حالات عراق اليوم
قرأت مقال الأستاذ جواد بشارة في ايلاف – عفوا، قرأه قريب لي لعجزي عن القراءة. لم أكن مسبوقا بالقصة المثيرة، ولكن هي دليل اخر على أحوال العراق المتردية بسبب الطائفية ونظام المحاصصة وسلطان الاحزاب الإسلامية والمحسوبين عليها.
الرجل مثار المضايقات المعيبة، صديق اعرفه منذ خمس عشرة سنة، ويمثل نموذجا فريدا من الخلق العالي، وخدمة الجالية العراقية في باريس بل فرنسا، واحترام الاخرين، بصرف النظر عن الانتماءات. أعنى الأستاذ مهندس الحاسبات عبد المهدي الحافظ (أبو نور)، الذي يدير المنتدى العراقي، ويقدم خدماته طوعاً ومجانا، ويعمل دوما بروح الوفاق. رجل كهذا يجب تكريمه والاعتراف بفضله، وليس مضايقته من قضية كان يمكن حلها في جلسة خاصة هادئة (اقرأ مقال الدكتور جواد بشارة (http://elaph.com/Web/opinion/2015/6/1012692.html)) ولكنه العراق الذي يسمونه بالجديد، وحيث لا تعرف مؤسساته الدبلوماسية والثقافية في الخارج كيف تتصرف. ولا حول ولا قوة الا بالله...

شكوى ومناجاة
في لحظة من لحظاتي في أواخر التسعينيات خاطبت المرحومة امي بأبيات. أضيف اليها اليوم البيت الأخير. وهي:
اماه، فارقني احبائي& واتعبني زماني
اماه، ليتك كنت جنبي& كي افئ الى الحنان
اماه، اسال والسؤال &يظل ينخر في كياني:
لم يرحل الاحباب &عني هكذا قبل الأوان
وأحس بعد غيابهم &ان الحياة بلا معاني
واليوم يرحل نور عيني &وانتهت (بيض الاماني)

خاتمتها طه حسين
(الذين لا يعملون ويسيئهم ان يعمل الاخرون)
تذكرت قول طه حسين، جاءني نبأ، ان صديقا يساعد صديقه في حل بعض شؤونه اليومية، واجه ما يشبه اللوم والاستغراب، بذريعة (لماذا لا تتركه يدبر اموره بنفسه....) والحديث عن مثقفين عراقيين.
&