اعترف انني أغار..أغار الى درجة الموت الى درجة الشواء الى درجة عدم النوم كمن يستلقي على شوك..أريد نفسي الافضل على الاطلاق.. عائلتي الأفضل..مستقبلي الافضل..
يقولون ان هناك ثورة و ان ثمة من يريد ديمقراطية وحوار ومستقبل..أستغرب..يريدون التشارك في بقائي..
لم يستغرق قراري طويلا..لم أناقش كثيرا..أوافق على قتل الناس وتشريدهم وسرقة ماتركوه لكي أبقى وتبقى أموالي وممتلكاتي سالمة متزايدة و يبقى زوجي أسدا على قصره وفِي قصره حتى لو تقطعت البلد المهم أن يبقى الحكم بين يدي عائلتي وعائلة زوجي وتبقى حصص البنوك الخاصة بين أفراد اخوتي واخواتي ويبقى كل من حولي دون جروح أو خدوش أو أدنى خسائر.
أوافق ببساطة ان نستمر في تقطيع أرجل الاخرين وأيديهم وألسنتهم و ان نستمر بقصفهم دون موقف مخالف مني و لامانع لدي ابدا ان يهانوا داخل سوريا وخارجها فانا أغار وأريد ان ابقى وأريد لزوجي ان يبقى رئيسا وأريد لابني أن يكمل مسيرة أبيه في القصر والقتل وفِي تحالفات تقدم أجزاء من البلد هدايا لدول أخرى&&&.
وفِي حفلات التكاذب أظهر معهم في مطعم،& نجتمع على طاولة نمثل من خلالها السعادة..أو أوافق على ان تظهر صوري مع عائلة تضررت لكن الى درجة مازال بامكانها ان تبتسم في وجهي&&.
ادعي المرض ككل من يحاول ان يحصل على الاستعطاف و لا مانع ان اقول انه مرض السرطان& وإنني ساقف صامدة..
وأتعافى سريعا بمجرد شعوري باني نلت التعاطف المطلوب وان الامور باتت بالنسبة لي إيجابية الى درجة حسم المعارك والوقوف فوق الاف الاف الجثث وأسمع صوت قهقهتي فوق أشلائها&.
البلد تضيع وانا انتصرت..الناس تموت وانا بقيت..كلهم انهزموا وانا انتشيت وفِي جنح الليل أتنقل..أراقب ممتلكاتي وأرصدتي وأقول لمن اعرف أنه يخشاني ويمالقني خشية ان يكون مصيره كغيره " لا تخافوا أنا سأبقى".
اخشى في النهار أصوات الأمهات وبكاء الزوجات فأختبىء أحيانا وأتحاشى النظر في المرآة أو قراءة جريدة أو تقليب صفحات موقع يعري حقيقتي ويذكرني بانني لن أبقى وأن جرائمنا، أكبر من ان يتم اخفاءها أو سقوطها بالتقادم وأعظم من أن تمر دون عقاب.
* كاتبة وصحافية سورية