نقطتان يجب بحثهما في الحديث عن إيران، عادة ما يتم اغفال الحديث عنهما تماما.
النقطة الأولى: إذا كان التوحش الغربي، يحاول إعادة تركيا لنموذجها&العسكرتاري&الانقلابي. وليس ادل على ذلك مشروع الانقلاب الذي حدث، وكان لإسرائيل رأيا آخر فيه، انها ضد الانقلاب، رغم ان اردوغان يساعد في هذا النهج الجديد، نتيجة&لاصراره&على&المضي بنموذج سياسي لحافة الهاوية، والعلاقة الملتبسة بينه وبين الناتو من جهة وروسيا من جهة اخرى. بالتالي كيف يمكن السماح لإيران وهي الدولة النفطية الكبيرة،&والتي يمكن ان تتفوق على تركيا وعلى دول غنية كثيرة، في حال تم اعتماد نموذج تنمية، تم اعتماده سابقا من قبل الغرب وامريكا تحديدا مع تركيا، وصارت تركيا دولة ذات رقم صعب اقتصاديا وسياسيا في المنطقة والعالم، بعدما كانت رهينة عسكر السواد الفاشي وانقلاباته. طبعا دون الدخول في الوضع الداخلي التركي وملابساته وتفاصيله. هذا النموذج لن يعاد تكراره الآن مع أية دولة أخرى في العالم،&اذا&استطاع الغرب وعلى راسه أمريكا ذلك.
يتطلب هذا النموذج عدة مسائل لكن أهمها قيام دولة القانون والديمقراطية وحقوق الانسان. التي قامت نسبيا في تركيا ونجح حزب العدالة والتنمية في تبوء مشهد التنمية هذا وحمله طيلة 17 عاما. رغم كل ما يقال الان عن السياسة&الاردوغانية. الغرب وامريكا على راسه لا يريد نظاما ديمقراطيا ولا دولة قانون في&ايران، ولا السماح للشعب الإيراني بالخروج من عنق الزجاجة&الملالية&الفاسدة والقمعية والارهابية. حتى المفارقة الطريفة ان من يتحالف مع&ايرانأيضا هي نماذج&بوتينة&صينية. كما نشاهد في هذه المعركة الفارغة أمريكيا إسرائيليا مع&ايران. هنا تجدر الإشارة ان المعسكر الغربي كما يقال، انقسم حيال ذلك. حيث فرنسا ماكرون التي تريد حصة الأسد من السوق الإيرانية الضخمة،&وتتزعم ما يسمى الاتجاه الأوروبي، وامريكا التي تريد ذلك أيضا. لكن النقطة المشتركة بين الطرفين هي عدم المساس بالنظام الجريمة الإيراني. إذا نحن امام معادلة من نوع استعماري خاص. مفروضة على كل دول العالم المتخلف!! ممنوع التنمية المستدامة اقتصاديا وسياسيا وانسانيا. يجب ان يبقى الغرب متحكم بكل السيولة والثروة. زاد الامر تعقيدا طبعا ان روسيا وما يسمى دول المعسكر سابقا باتت، تمارس التوحش الغربي ولكن بطريقة روسية، على شاكلة بوتين. التي لا تمتلك إمكانيات تحويل&ايرانلنموذج تركي حتى لو ارادت وهي لا تريد أيضا مثلها مثل الغرب. اما الصين فلا تدخل في هذه الجوانب، ولها بحث آخر.
النقطة الثانية: أن الدول المعنية بالملف الإيراني منقسمة، حيال كثير من المسائل النهبية. كما اشرت اعلاه. إضافة الى انقسام أوروبي بريطاني، فرنسي إيطالي، بخصوص الملف الليبي. نحن امام حقبة تشبه حقبة العالم قبل ثورة أكتوبر 1917. كل الأقوياء متوحشين. لهذا تأسيس قاعدة إيرانية&ملالية&مستدامة عوضا عن قاعدة إيرانية تشبه النمور السبع او تركيا. هذا ما جرى ويجري وسيجري في المنطقة العربية أيضا وانظمتها الفاسدة. ما تبقى من تفاصيل ومشاهد إعلامية هي لزوم الاخضاع النهائي&للمشهد الإيراني برمته. حيث ان الملالي يرون&انفسهم&نواب الله على الأرض، ويريدون تصدير نموذجهم الفاشي. بذلك هذا الإصرار يخلق مزيدا من الاحتكاك مع توحش الحالة الغربية الإسرائيلية، ليس&اكثر. عندما يستطيع ترامب اخذ ما يريد من الأوروبيين، خاصة الذي حصلوا عليه في الاتفاق&الاوباميالمشؤوم، سيلتقي روحاني فورا وربما يقبل يد المرشد علي خامنئي. ليبقى الارشاد الديني الفاشي&ابدي&في ايران! يتبع لهذه&النقطة معادلة على غاية من الأهمية، وهي غربية أمريكية بامتياز ممنوع على كل الدول النفطية تنمية مستدامة وديمقراطية ودولة قانون، هذا المنع يطال&ايرانايضا. على خلفية هذه العجالة يجب الا ننسى ان فرنسا هي الحليف الغربي الأكثر وثوقا للفاشية&الملالية&الإيرانية،وهذا يعود الى أيام" ثورة الخميني".
من هذا المنطلق وبغض النظر عن تعقيد المشهد،&ايران&لن تكون رقما صعبا وانما رقما مستحيلا. ان&ينوجد&كفعل استراتيجي لدولة محترمة، وان بدا كذلك.&
ملاحظة أخيرة، كسوري كتبت وعلى هذه الصفحة مرات عدة منذ بدأ يطفو على السطح المناوشات الإسرائيلية الإيرانية حول خروج&ايران&من سورية، انها مناوشات لتعويم الجريمة بحق الشعب السوري، واطرافها جمعيا بما فيهم الاسدية، وعلى حساب الاستمرار&في&عملية الإبادة التي قادها أوباما بحق الشعب السوري، بمعزل عن الأدوات التي استخدمها، ورشى بها ايران وموسكو لتنفيذ الإبادة مع الأسد.