منذ تأسيسه عام 2003 لم يقم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المحسوب على حزب العمال الكردستاني بأي هجوم داخل أو حتى على الحدود التركية السورية . اذن الذريعة التي يتمسك بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لشن حربه الشعواء تحت يافطة " محاربة الإرهاب " لا مبرر ولا أساس لها من الصحة تماما. فالذين يقاتلون داخل تركيا&&ويهددون نظام الحكم الفاشستي التركي موجودون هناك ، تحت أشجار وأحجار جبل قنديل ، وهم موجودون كذلك داخل كل قرية ومدينة تركية قريبة من قصر أردوغان . فلماذا هذا العدوان البربري ضد الشعب الكردي في الجزء السوري ؟!.

المسألة لاتعدو سوى محاولة من أردوغان لتغطية هزائمه السياسية داخل تركيا ، خصوصا بعد خسارته المشينة لعدد من البلديات وكذلك إنشطار وتمزق حزبه الحاكم ، فهو يريد أن يخترع لنفسه بطولة زائفة هدفها كسب الشارع التركي الذي أراه مل هذه الحرب المجنونة المستعرة ضد المكون الكردي في البلاد منذ أكثر من أربعة عقود بدليل قبول الشعب التركي لظهور الأحزاب السياسية الكردية ووصولها الى البرلمان ضمن العملية الديمقراطية .

لو إستعرضنا عدد الحكومات التركية منذ نشوء حزب العمال الكردستاني عام 1978 سنجد بأن جميعها حاولت أن تستثمر الحرب ضد هذا الحزب كشعار إنتخابي ، ونتأكد تماما بأن جميع من تبوؤا كرسي الحكم قد جربوا حظوظهم بالقضاء على وجود هذا الحزب ، ولكن على الرغم من نجاح السلطة التركية بمعاونة إستخبارية أجنبية من إعتقال والحكم على قائد هذا الحزب ورمزه السيد عبدالله أوجلان ، لكن لا الحكومات التركية نجحت في إنهاء وجود هذا الحزب ، ولا أثرت حروبها على إضعافه ، بل نجح هذا الحزب في الإمتداد الى الأجزاء الثلاث الأخرى من كردستان المقسمة ، وأصبح أقوى مما كان عليه في السابق .

اذن لقد حان الوقت لأردوغان وحزبه الفاشي أن يفكر ولو لمرة واحدة بأن الحرب والقتل لن يحلا المشكلة من جذورها ، وأن الاحتكام الى العقل والمنطق للتحاور مع هذا الحزب هو الطريق الأسلم لتجنيب تركيا المزيد من الدماء .

لقد حاولت الأنظمة العسكرية العراقية المتعاقبة منذ سقوط النظام الملكي الديمقراطي أن تحسم القضية الكردية بالحرب ضد أكراد العراق، ولكن جميعها باءت بالفشل أيضا ، وأصبح الأكراد على رغم أنوف الشوفينيين صاحب إقليم مستقل تماما ، وأصبحوا هم من يديرون العملية السياسية في العراق ، وعليه لن يكون مستقبل حكام تركيا بأفضل مما كان عليه حكام العراق الذين تساقطوا الواحد تلو الآخر كأوراق الخريف ، وبقي الشعب الكردي صامدا متمسكا بحقه في الأرض والوجود . ولن يتمكن أردوغان من تحقيق حلمه المستحيل بالقضاء على الشعب الكردي ، لأنه ببساطة شديدة " اذا الشعب يوما أراد الحياة ، فلابد أن يستجيب القدر ".