من بين التعريفات الاساسية للسيادة هي: ان تكون الدولة هي السلطة العليا التي تملك السيطرة المطلقة على اقليمها ولا يشاركها اي طرف في حقوقها السيادية وفي تحديد وتنظيم علاقاتها مع المحيط الخارجي، وبالعودة الى الوضع العراقي الحالي والذي دفع بملايين العراقيين للانتفاضة والثورة ضد الوجود الايراني ومن اجل الحرية والعيش الكريم، فان اي حديث عن سيادة حقيقية متكاملة للدولة العراقية والنظام السياسي هو حديث خرافة لا اكثر،&فاغلبية الاحزاب السياسية الحاكمة منذ سقوط النظام الدكتاتوري والمليشيات التابعة لها تدور في&فلك الحدود المرسومة لها من قبل الجارة ايران حتى اذا كان الامر متعلقا بتعيين موظف بسيط في دائرة ما ناهيك عن ارتهان الاقتصاد العراقي والعلاقات الخارجية والوضع المالي ومسائل التنمية والتطوير والبنى التحتية الاساسية، بقضها وقضيضها، لا تخرج عن هذه الحدود ولهذا السبب بالذات انتفض الشارع العراقي ورفض الهيمنة الاجنبية وكان ولايزال من ابرز شعارات الانتفاضة&( بغداد حرة حرة ....ايران بره بره)، وليس سرا ان الشارع العراقي يتندر بالقول بان رئيس الجمهورية الحقيقي هو السيد الجنرال قاسم سليماني &ورئيس الحكومة هو سعادة السفير الايراني ايرج مسجدي.
ما سبق يعني وفي احسن الاحوال ان سيادة العراق سيادة منقوصة على الاقل وليست كاملة، وهي حقيقة يعرفها المواطن العراقي المنتفض وكل المهتمين بالشأن العراقي، ومع ذلك استغل عدد من غلاة العنصريين الفاشلين والملطخة اياديهم بالدماء الكوردستانية الزكية(بطل مجزرة خورماتو&مثالا)، زيارة السيد&مايك بنس نائب الرئيس الامريكي لاقليم كوردستان واجتماعه بالسيد نيجيرفان بارزاني رئيس الاقليم والسيد مسرور بارزاني رئيس حكومة الاقليم دون المرور ببغداد او لقاء اي من المسؤولين فيها (بسبب الاوضاع الامنية كما ذكر الجانب الامريكي) لتأليب الرأي العام العراقي ضد شعب كوردستان وحكومته ومن خلال مزايدات &رخيصة وتصريحات صبيانية تفتقر الى الحد الادنى من العقلانية والموضوعية&وان زيارة السيد نائب الرئيس الامريكي هي اهانة للسيادة العراقية!!!&، وكأن العاصمة اربيل ليست مدينة عراقية والشعب الكوردستاني ليس بثاني قومية رئيسة في البلادوالاقليم ليس جزأ&دستوريا في الاتحاد العراقي&متناسين الدور الكوردستاني البارز في الدفاع عن العراق ضد الارهاب العالمي ومتنكرين للامن والسلام والاستقرار الذي تعيشه العاصمة اربيل في الوقت الذي يخشون هم ان يناموا في بيوتهم من غضب&الشعب العراقي.
العراق الذي ابتلى بهذه الطغمة العنصرية والطائفية المتخلفة وبسبب تبعيتها المطلقة فقد سيادته منذ زمن بعيد ولا يملك اقل قدرة على اصدار قرار ذو شأن في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية ومن المؤكد ان الادارة الامريكية والسيد نائب الرئيس الامريكي يعرفون الحقائق اعلاه بالتفصيل الممل ولا يجدون الامان في بغداد كما ذكر الجانب الامريكي.
زيارة السيد نائب الرئيس الامريكي لاقليم كوردستان حملت اكثر من رسالة للاطراف المعنية بالوضع العراقي والكوردستاني بشكل خاص وباوضاع المنطقة عموما وعلى من يهمه الامر اعادة النظر في حساباته جيدا بدلا من لوي عنق الاحداث وتزييفها وحصرها في موضوع السيادة&المنقوصة اصلا أوالمطالبة باستدعاء السفير الامريكي وما الى ذلك من خزعبلات، وان كانوا مهتمين حقا بالسيادة العراقية فعليهم الاستجابة لمطاليب الشارع العراقي المشروعة لتحقيق هذه السيادة قبل ان يجرفهم التيار الى حيث.
التعليقات