ليس أغلب الظن لا بل المؤكد أن كل دول الخليج العربي&وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية تريد علاقات حسن جوار "إخوة صادقة" مع إيران وهذه مسألة&قد تم التعبير عنها&ليس لمرة واحدة وإنما لألف مرة لكن ما العمل طالما أن الحب من طرف واحد حتى بالنسبة للعلاقات الإنسانية لا قيمة له وهذا يعني إنه على "دولة الولي الفقيه" أن تقابل هذه الرغبة الفعلية والصادقة برغبة مثلها وأن لا تبقى تدير ظهرها لمن من المفترض أنهم إخوتها في الإسلام العظيم وأيضاً في الجوار الجغرافي والتاريخ الطويل والمصالح المشتركة.&
كان (أبوعمار)&قد بادر إلى تلك الزيارة المبكرة إلى إيران&من أجل&تأكيد أن الدول العربية كلها تريد طيّ صفحة الماضي وإقامة العلاقات الأخوية المفترضة مع هذه الدولة الشقيقة فعلاً وكان&أي&عرفات قد عرض على الخميني، أنْ يعيد الجزر الإماراتية الثلاث&إلى أهلها&وكانت المفاجأة أن الجواب كان وبصوت مرتفع وبـ "نبرة" غضب حادة:&"إن هذه الجزر إيرانية وهي ستبقى إيرانية.. إلى الأبد وحتى يوم القيامة"!!.
وبالطبع فإن إيران في العهد الخميني لم تكتف بإغلاق أبوابها في وجوه العرب الذين كانوا قد بادروا إلى إبداء رغبات فعلية وحقيقية في علاقات حسن جوار "أخوية" معها لا بل أنها قد&لجأت&إلى إظهار نواياها السيئة وأنها بهذا قد دفعت العراق وبتأييد عربي إلى التصدي المبكر لإستفزازاتها فكانت حرب الثمانية أعوام ثم كانت هناك كل تلك "التمددات الإحتلالية"&بعد عام2003&وكانت هناك أيضاً كل تلك التحرشات بمعظم الدول العربية الخليجية&وأخطرها ذلك العدوان الغاشم على "أرامكو" السعودية .
ويقيناً وحتى بعد هذا كله فإن كل الدول العربية الخليجية وغير الخليجية تريد طيّ هذه الصفحة البائسة والسيئة مع هذه الدولة&التي من المفترض أنها شقيقة وأن&العلاقات معها يجب ألاّ تبقى بكل هذا التوتر لكن المشكلة أن خلفاء الخميني قد إزدادوا عنجهية وإزدادوا تدخلاً في شؤون العرب الداخلية وكما هو عليه واقع الحال الآن بالنسبة للعراق ولسوريا ولبنان واليمن.
وهكذا فإن المعروف&هو&أن ضغط الحلقات السياسية&والإقتصادية&قد إزداد شدة على عنق النظام الإيراني وأن الواضح أن لهب نيران الإنتفاضة الأخيرة سوف&يتعالى مجدداً وأن هذا هو الذي جعل روحاني يبدو كـ"حملٍ" وديع وجعله يدب الصوت عالياً ويطالب بحسن جوار وعلاقات "أخوية" مع&الدول الخليجية ..لكن هنا لا بد من تذكر تلك الحكمة القديمة القائلة:"إسمع كلامك يعجبني ..أشوف أفعالك أتعجب"&والأحرى بـ"الولي الفقيه" أنْ يسحب قواته&أولاً&من العراق وسوريا ولبنان واليمن وأن يضع حداًّ لكل هذه التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية.
التعليقات