عندما يحذر الكاتب والدبلوماسي "المبدع" رامي الشاعر،&الذي&كان&والده محمد الشاعر&سفيراً لفلسطين في موسكو ولفترة طويلة والذي كان أحد جنرالات جيش التحرير الفلسطيني الكبار،&النظام السوري:"من إن عليه أن يراجع&حساباته قبل إنفجار الموقف مجدداً في سوريا"&فإن تحذيره هذا لا يمكن إلاّ أن يعبر&أيضاً عن وجهة نظر القيادة الروسية التي يبدو أنها باتت تضيق ذرعاً بتصرفات بشار الأسد وبأدائه السيئ وبتصديقه لنفسه بعد تسع سنوات مدمرة أن الحرب قد إنتهت وأن المشكلة هي فقط العقوبات الإقتصادية!!.&

أنا كنت&قد&تعرّفت على رامي الشاعر في فترة سابقة أصبحت بعيدة تعود لبدايات ثمانينات القرن الماضي ويومها كان والده سفيراً لفلسطين في العاصمة الروسية وهكذا فإنني متأكد من أن هذا الذي قاله، والذي نشرته صحيفة الشرق الأوسط، يعبرعن الأجواء السائدة في أوساط القيادة الروسية وإن الروس بتدخلهم العسكري في عام&2012&هم&من&حموا هذا النظام البائس وحالوا دون سقوطه.. والغريب، أي بشار الأسد،&أنه لايزال يتصرف داخلياً&وخارجياً وكأن كل هذا الذي جرى ويجري في سوريا منذ عام&2011&لم&يجر&أو أنه لا يعرف عنه شيئاً.

قال رامي الشاعر، المعروف بدقة ملاحظاته وإطلاعه عن قرب على السياسات والتوجهات الروسية، عن بشار الأسد: أنه ما&يزال بعيداً عن واقع الحياة وعن التحولات التي طرأت على سوريا وعلى شعبها وأنه يتصور أن ما مرت به&هذه&البلاد خلال تسع سنوات هو نتيجة مؤامرة خارجية وأن الحرب كانت على الإرهاب الذي تم القضاء عليه وأن الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها وأن "الإنتصار" !! كان&نتيجة تلاحم الشعب مع القيادة وأن&العائق أمام إعادة البناء هو فقط العقوبات الإقتصادية!!.

لقد&أبدى رامي الشاعر، الذي يوصف بأنه مقرب من الخارجية الروسية،&إستغرابه من أن القيادة السورية تتعامل مع الأمور في هذا البلد وكأنها&تسير على ما يرام وانه لا وجود لأي أزمة داخلية وليس هناك معارضة&ولا شيئاً&يدعو إلى إجراء تغييرات وأضاف، أي الشاعر،: إن بشار الأسد يرى أن كل سوريا بصورة الوضع الذي يحيط به وهو في طريقه من البيت إلى القصر الجمهوري ذهاباً وأياباً وبدون علم له بعدم إرتياح المجتمع السوري&وبأغلبيته خلف الدائرة التي لا يزيد قطرها على كيلو متر واحد من مركز سكنه وعمله في وسط&دمشق.&

وهكذا فقد&إنتهى الشاعر إلى القول، وهذا خلافاً للذين "يتفلتون" لشد الرحال والذهاب إلى دمشق وعلى أمل اللقاء مع بشار الأسد.. القائد الذي يعتبرونه ملهماً،&إن حقيقة الواقع على الأرض هي غير ذلك تماماً.. إن هناك معارضة قوية جداًّ وأن هناك معارضة مسلحة أوقفت نشاطها إلتزاماً بالوعود التي قُدمت&إليها من&قبل الدولة الضامنة وتمشياً&مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم&2254&...ولعل ما تجدر الإشارة إليه هو أنه قد جاءت في نهاية&هذا&العرض المطول ملاحظة جاء فيها:"وكان لافتاً خلال الفترة الأخيرة بروز مقالات مماثلة في روسيا دعت القيادة السورية إلى مراجعة خطابها والإنخراط في إصلاحات جدية قبل فوات الأوان"!