التدخل في شؤون الدول الاخرى بمنطقة الشرق الاوسط بات أمرا سويا، وفرض النفوذ على دول وشعوب المنطقة بات شأنا مسلما به بالرغم انه تحول الى نار تؤجج بها الصراعات الاقليمية والدولية، ومن االدول التي سجل حضورها تدخلا كثيرا ونفوذا كبيرا جمهورية ايران الاسلامية التي امتدت اذرعها المسلحة الى العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، وذلك من خلال اقامة ميليشيات ومجموعات طائفية شيعية مسلحة وزرع وكلاء لها في تلك الدول، ومن اهم الشخصيات المزروعة كوكيل في المنطقة نيابة عن النظام القائم في طهران هما حسن نصرالله في لبنان وعبدالملك الحوثي في اليمن، وشخصيات طائفية عديدة في العراق، واكثر الشخصيات التابعة لايران الذي لعب ويلعب دورا مؤثرا على الساحة باسم الممانعة هو رئيس حزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله، حيث يدير صراعات مسلحة باسم المقاومة ضد القوى اللبنانية ودولة اسرائيل منذ ثلاث عقود من السنين،وذلك بحجج واهية واوهام سياسية مريضة، علما ان شعب جنوب لبنان لم يجني غير الحروب والقتلى والجرحى والمنكوبين والمعوقين تحت قيادة القائد الشيعي المنتمي الى ايران قلبا وروحا.

وجراء الاوضاع الاقليمية والدولية التي سادت في المنطقة وتداخل المصالح للدول الكبرى، تمكن نظام الملالي في ايران من ان تدير وتتحكم بالاحداث في كل من العراق وايران وسوريا واليمن، وان تتحول الى قوة فاعلة ومؤثرة في ادارة الشؤون الداخلية لتلك الدول، وذلك من خلال فرض شخصيات موالية وفصائل وميليشيات مسلحة واحزاب مسيرة بالوكالة لكي تتحكم بالقرار السياسي والعسكري والاقتصادي في تلك الدول لصالح اايران، ولا يخفى ان القوى العاملة بالوكالة لايران مثل حزب الله تخلق دوما ازمات ومشاكل للشعوب ودول المنطقة بسبب الارتباط بالاجندات السياسية والامنيةوالعسكرية.

والسيد حسن نصرالله الرئيس المخصرم لحزب الله، الوكيل الاكبر لايران وللسيد الخامنئي في لبنان وفي المنطقة، أثبت انه لا يمل من الحروب، ولا يمل من التوترات والتشنجات السياسية والعسكرية، وهو يفرض دائما شروطه على الساحة السياسية اللبنانية بقرقعة السلاح وزعيق الخطب الرنانة من الحجيرات والاقبية المظلمة، وهو مع سيده الخامنئي لايريدان ان يصنع السلام في ربوع منطقة الشرق الاوسط، ولا يريدان الاستراحة والامان والازدهار للبنان واهله اصحاب الثقافة والفن والحضارة، ولا يريدان الراحة والاستقرار للسوريين المنكوبين من ويلات تدخلات روسيا وتركيا وايران وحزب الله، ولا يحبان ان يعم المحبة والتعايش والتاخي في ربوع العراق، ولا يبغيان ان يدخل السلام والوفاق الى ربوع اليمن، ولا يريدان تعمير بلاد فارس لنشرالمدنية وثقافة الحقوق والمواطنة في ربوع ايران، واضافة الى هذه الرغبات العدائية التي يبديها الزعيم الشيعي نصرالله تجاه الشعوبالشرق الاوسطية، يأتي اليوم ليجنى على شعبنا الكردي المكافح الشجاع الباسل ويدعي بتباهي مزيف بان اربيل عاصمة الفيدرالية الكردستانية العراقية قد انقذت من قبل قاسم سليماني ومسلحين من حزبه اللبناني والمحسوب كليا على ايران.

حاشا لله حاشا لله فان الحقيقة دائما تغاب على لسان الساسة المتكبرين بالمنطقة وتسحق بمرارة، مثل حقيقة اسقاط الطائرة الاوكرانية فوق الاراضي الايرانية، وحقيقة الخسائر التي تسببتها مسرحية القصف الصاروخي على الاهداف الامريكية في العراق، فالمشاهد التي تحدث عنها السيد الخامنئي في خطابه بعد دفن السليماني احتوى على سطور بعيدة عن الحقيقة وخالية من المصداقيةوهو بموقع زعامة ومرشد اعلى وبعمر اكثر من ثمانين سنة.

وتأكيدا للحقيقة يا سيد نصرالله فان ما حصل في اربيل كان محصورا بالغزو الارهابي لداعش على مدينة مخمور جنوب العاصمة باكثر من ثلاثين ميلا، وقد بقيت فيها بعض الفصائل الكردية المسلحة تقاوم فحافظت على اماكنها وتجمعاتها، وبعدها باقل من يومين تحركت قوات البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني بقيادة كوسرت رسول فحررت المدينة كاملة من دنس داعش، ولحقتها قوات البيشمركة االتابعة للحزب الديمقراطي بقيادة مسعود البرزاني لتمشيط المنطقة من الداعش الارهابي، وبذلك تحررت المدينة والنواحي والقرى التابعة لها وبقيت طاهرة وبعيدة عن دنس الدواعش، وكان لكل من السيدين البرزاني وكوسرت الدور البارز في ادارة وقيادة صفحات المعركة، ولقوات البيشمركة الدور الرئيسي في تحرير المنطقة والحقاظ عليها.

وأما بخصوص ما ذكرته يا سيد حسن نصرالله عن السيد قاسم سليماني، فان الحقائق ومجرى الاحداث تؤكد ان مشاركته كانتاستشارية للسيدين مسعود البرزاني وكوسرت رسول علي وللقيادة العسكرية الكردية للحزبين الحاكمين، واما ردع العدوان والقيام بالتصدي وصد الدواعش الارهابيين ودحرهم في مدينة مخمور وما حولها، فكلها كانت بعزم وارادة وشجاعة وبسالة وتضحيات قوات البيشمركة، وذلك بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، واستمر هذا الزخم والعنفوان اياما حتى تم تحريرالمنطقة بكاملها.

وهنا لابد من التذكير بحقيقة تاريخية بهذه المناسبة، وذلك من خلال تدوين تذكير خاص لقيادي عسكري كردي في حينها، حيث كشف"ان مسؤولا قطريا اتصل بالقيادة الكردية بعد تحرير البيشمركة لمخمور من داعش واخبرهم ان داعش لم يكن ينوي البقاء وما حصل من هجوم لم يكن القصد منه اربيل بل كان مجرد تعبير عن ايصال رسالة خاصة، وبين ان داعش لن يكرر هذه الهجمات على حدود اربيل"، واضاف القيادي الكردي: "لكن المسؤول لم يعطي ضمانا بعدم هجوم داعش على كركوك ومناطقها"، وفي الحقيقة فان داعش الارهابي بعد مخمور ركز في غزواته وهجوماته على كركوك طوال سنتين استهدف خلالها بشكل واسع قوات بيشمركة الاتحاد الوطني وقدم الاخير خلال المجابهات القتالية اكثر من الفين شهيد واكثر من عشرة الاف مصاب ومعوق دفاعا عن كركوك والمناطق المحيطة بها.

وبهذا الشأن نقول للسيد نصرالله بدلا من عتاب الكرد وقيادته السياسية بسبب عدم الرضوخ لارادة ايران في مجلس النواب العراقي، وعدم الذهاب الى البرلمان للتصويت على قراره الطائفي لاخراج القوات الامريكية من العراق، فان الواجب الديني والانساني والوطني يحتم عليك ترك القضايا الاقليمية والبدء بمعاونة ومساندة ثورة لبنان الثائرة وتلبية مطالبها المدنية والحقوقية بدلا من محاربتها ووضع العراقيل امامها، والاذعان لدولة خارج حدود بلادك بالاف الاميال بات امرا معيبا ولاوطنيا، وتباهي جنابكم بسياسات طهران الطائفية والقمعية مقابل حزم وحقائب دولارية ومشاريع مشبوهة موزعة على قارات العالم بات شأنا مكروها، ولهذا حان الوقت لكي تمد يدك الى الشباب اللباني الثائر، وتعيد الى وطنك انتمائك، وترقع ولائك عن سندان المرشد الاعلى الايراني، وتضع مطرقة ثورة لبنان على ابواب النجاح والانتصار، وتسلم انصارك ومجموعاتك بالسلمية الى يد الثورة لتصحيح مسار الدولة اللبنانية، وبهذا العمل الوطني من طرفكم ان قمتم به فان لبنان سيخرج من ازماته وسيرقد الى السلام والتنمية والنهضة خاصة وان هذه الدولة الحضارية تملك من اسباب النهضة تعوضها عن سنوات الازمات التي مرت وتمر بها، وذلك من أجل خدمة الشعب اللبناني الكريم العاشق للفن والادب والتقدم، وختاما ما دعوانا الا التوفيق والنجاح لثورة لبنان وتورة تشرين العراقية.