السهل المنهك بعد حرب الاسد وميليشياته الايرانية وحليفه الروسي عليه على مدار تسعة اعوام. سهل حوران الذي انطلقت منه الثورة كحراك شعبي منذ تسع سنوات. دفع الغالي والرخيص من اجل حرية السوريين جميعا. كبقية مناطق سورية بريفها وحواضرها التي دمرها هذا التحالف الاسدي، بمباركة دولية.

السهل منهك بعدما سيطر هذا التحالف على الارض عسكريا. بعد تسويات سماها الروس مصالحات، مستحدثا ما يسمى بالفيلق الخامس بقيادة احمد العودة. مقره بصرى الشام. المحاذية لمدينة القريا مسقط راس سلطان باشا الاطرش.

الجبل الذي يسيطر عليه ميليشيات وعصابات خطف وابتزاز لأهلنا في الجبل قبل السهل. هذه العصابات مدعومة من قبل مقرات المخابرات السورية المنتشرة في السويداء والجبل. منذ اسبوعين تقريبا بدأت ملامح فتنة بين سهل حوران وجبله. سببها عصابات الخطف المنتشرة في السويداء. التي تقوم باختطاف اهل السهل وطلب فدية. من جهة اخرى كانت ردة فعل الفيلق الخامس، بإحداث معركة من اجل المخطوفين راح ضحيتها شباب من الطرفين!! الذي من المفترض ان يكونوا طرفا واحدا. كان يمكن ان تحل هذه القضية بطريقة سلمية واهلية كما هي العادة بين السهل والجبل عند كل مشكلة، حتى لو تكررت عمليات الخطف، وللأسف الفاعل الديني والسياسي والمجتمعي في الجبل لم يقم بواجبه من اجل وقف عمليات الخطف كما يجب. في ظل عدم وجود دولة سورية. ليس في حوران فقط بل في كل سورية. بل يوجد سلطة الاسد وسلطة فقط توزع ضباطها على اجهزتها الامنية كرجال عصابة. لتقبض على حركية المجتمع السوري عموما. حوران ليست استثناء.

لكن ما حدث في اليومين المنصرمين، ان هنالك من سرب فيديوهات يمارس فيها الخاطفين عمليات تعذيب واغتصاب للمختطفين من اهل السهل. مما اثار حفيظة السوريين عموما.

الموضوع لا يحتاج ان نتواطأ مع الغلط من أي طرف كان. الجبل بحكم سياسة الاسد في تحييد اهلنا بالجبل عن الالتحاق بالثورة، والوضع الدولي والاقليمي. ورفض اهلنا بالجبل ارسال ابنائهم للخدمة العسكرية في صفوف جيش الاسد. مما ترك هامشا لأهل الجبل من جهة، وهامشا أكبر لأجهزة المخابرات الاسدية في التحرك، لبقاء القبضة الاسدية على الجبل بأدوات من اهل الجبل نفسه. ساعده في ذلك الايرانيون الذين يرسلون وفودهم لأهل الجبل باستمرار.

لا بل ايضا ارسال مساعدات مالية لمشايخ عقل الطائفة الدرزية. كما صرح أكثر من مصدر.
السهل منذ أكثر من عام وهو تحت السيطرة الكاملة لتحالف الاسد. سواء في درعا المدينة او في ريفها.

حواجز الجيش والمخابرات منتشرة في كافة ارجاء السهل. بعكس السويداء التي تنتشر فيها ميليشيات. منها ما هو مناصر للأسد ومدعوم منه، ومنها من يرفض دخول قوات الاسد للمدينة. كحركة رجال الكرامة. رغم ان هذه الحركة تعرضت لانشقاق بعد ان قام الاسد باغتيال مؤسسها وقائدها الشيخ فهد البلعوس ومن معه في عملية تفجير غادرة. ضعفت الحركة بعدها. وبات لديها أكثر من قائد!! فوضع حد نهائي لعمليات الخطف هو الخطوة الاساسية لحل الاشكال.

مهما يمكننا الحديث عن قوات الفيلق الخامس واحمد العودة. ما يريده الروس والاسد، هو دخول جيش الاسد للسويداء، بطلب وموافقة اهل السويداء!!. كيف يمكن للأسد تحقيق هذا الهدف؟ الملفت هو تدخل الشيخ موفق طريف شيخ عقل الطائفة الدرزية في اسرائيل عند الجانب الروسي من اجل وقف المعارك بين قوات الفيلق الخامس وميلشيات السويداء، وهذا ما حصل ان المعارك توقفت وتم تبادل الاسرى!!. مجرد ان يتدخل الشيخ طريف بالقصة معنى ذلك ان هنالك امر يتعلق بدخول قوات الاسد للسويداء بحجة هذه المعارك في حال استمرارها، او في حال استمرار الفتنة. وما تسريب هذه الفيديوهات الا محاولة من الاسدية من اجل قيام هذه المعارك التي سيذهب ضحيتها اهلنا في السهل والجبل. دون الدخول في تفاصيل، هذه الميليشيا او تلك هنا وهناك.

في الجبل أكثر من 25 ألف شاب يرفضون الالتحاق بالخدمة العسكرية بجيش الاسد منذ بداية حرب الاسد على المجتمع السوري، وهذه قضية تحسب لأهلنا في الجبل. الاجهزة الامنية الاسدية لا تستطيع اعتقال من تشاء كما في بقية سورية. بسبب وجود رجال الكرامة. وعدم قدرة جيش الاسد على التدخل. ببساطة لان اسرائيل لا تريد ذلك. لهذا الامر مكان آخر يناقش فيه.

الملفت في الموضوع ايضا، ان جماعة الاسد في السهل لم يصدر عنهم أي تصريح بخصوص ما يجري. هذا ان دل يدل على ان الملف مخابراتي. بل جل البيانات التي صدرت وقع عليها شخصيات مجتمع مدني واهلي في السهل والجبل.

لهذا ما يحدث او ما سوف يحدث مسؤول عنه مسؤولية مباشرة الاسد والروس والايرانيين في السهل. لأنهم هم من يسيطر على الارض هناك. اما في الجبل فالموضوع اعقد كما ذكرت اعلاه. لان وجود الاسدية مرتبط بعصابته الامنية في السويداء وعصاباته التشبيحية مثل لجان الدفاع الوطني، وعصابات مرتبطة بيعرب زهر الدين مع الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد. وغيرها من العصابات المنتشرة في السويداء. بالمقابل هناك قوى تستطيع التصدي لهذه العصابات. لكنها لم تتحرك جديا. في ظل تواطؤ مشايخ عقل الطائفة مع الاسدية في قضية الخطف والتشبيح. بغض النظر عن مدى امكانية مشايخ العقل في التحرك الواسع ام لا.

القوة المسلحة الوحيدة في السهل التي يمكن ان تكون اداة في هذه الفتنة هي تحت قيادة الروس. وبقية مناطق السهل محكومة من جيش الاسد ومخابراته.

المطلوب وقفة جادة من اهلنا في الجبل بمواجهة عصابات الخطف. كما وقف اهل السهل سابقا وحاليا ضد عمليات الخطف. ووضعوا حدا تقريبا بينهم لتلك العصابات.

نحن سهل وجبل عائلة واحدة بتاريخ وجودها وتعايشها، مهما حدث من اشكاليات بين الفينة والاخرى وهي تحدث داخل السهل وداخل الجبل. فلا تدعوا شذاذ الافاق من الاسديين يغيروا هذه اللوحة، وهذا العنوان.

اهلنا متعبون في السهل قرى مدمرة ومنازل مسكونة رغم تدمير اجزائها، فقر وكورونا والاسدية.
اهلنا في الجبل كذلك الحال فقر وكورونا والاسد.