عندما يتولىّ الروس حملات الدهم والإعتقال للمدراء والعاملين في شركات رامي مخلوف إبنْ خال بشار الأسد فإن هذا يعني أن الحاكم الحقيقي والفعلي في "القطر العربي السوري"، حسب إصطلاح حزب البعث الذي لم يبق منه إلاّ ما يشبه "بقايا الوشم في ظاهر اليد" وأنه حسب التعبير المصري قد بات :"شاهد ما شافش حاجة" فعلاً، هو الرئيس فلاديمير بوتين وهذا بالتأكيد يُسْعد الشعب السوري ولا يغضبه طالما أنّه قد ذاق الأمرين خلال حكم إستبدادي بقي يجثم على صدر هذا البلد العظيم قرابة نصف قرن بأكمله.

ثم وإنّ دخول الروس على هذا الخط يُعْني أنهم لا يثقون لا ببشار الأسد ولا بإبن خاله وأنهم لا يشكون وفقط بل ويعتقدون إعتقاداً جازماً بأنّ هذا الخلاف وحتى إعتقال ثمانية وعشرين من مدراء وموظفي شركة "سيرياتيل" "المخلوفية" هو مجرد مسرحية متفق عليها وأنّ إمتصاص دماء السوريين قد إستمر كل هذه السنوات الطويلة وهذه مسألة ما كانت خافية على الشعب السوري الذي بات ثلاثة أرباعه خارج وطنهم ومشردين في كافة أرجاء الكرة الأرضية.

وهكذا فإنه يجب أنْ يقال للرئيس بوتين أنّ تدخلك قد جاء متأخراً وأنه حسب المثل الشعبي:"من ضرب ضرب ومن هرب هرب" وأنه لم يبق في بلدٍ كان: "يفيض عسلاً ولبناً" إلاّ الجلد والعظم وأنه بإمكانك أن تبحث عن أموال الشعب السوري المشبوهة في البنوك الروسية، وأيضاً في بنوك الغرب والشرق وكافة أرجاء الكرة الأرضية!!.

ولعل ما يجب أخذه بعين الإعتبار هو أن"الإشاعات" التي بات يطفح بها "القطر العربي السوري" تقول أنّ "فزعة" بوتين التي جاءت متأخرة جداًّ "ربما" أن هدفها الإستحواذ على شركات رامي مخلوف وإبن عمته وأهمها كما يقال شركة "سيرياتيل" التي أصبحت معظم أموالها في البنوك الخارجية وربما ..ربما من بينها البنوك الروسية التي لم تعد "سوفياتية" ولا هُمْ يحزنون وغدت محشوة بمليارات طباخ الرئيس الروسي من الدولارات وليس بالطبع من "الروبلات" التي كان عهدها الذهبي في عهد الإتحاد السوفياتي الذي لم يبق منه إلاّ صور لينين وخروتشوف وبالطبع وستالين التي يحتفظ بها بعض ما تبقى من "الرفاق الشيوعيين"!

ويقيناً، وفي النهاية، أنه إذا أراد بوتين أن "يبيض" صفحته وأنْ يظهر أنه أفضل من ستالين ولينين وأيضاً من ماركس بألف مرة أنْ يأخذ ببيت الشعر العربي القائل:

لا تقطعّن ذنب الأفعى وترسلها
إن كنت شهماً فأتبع رأسها الذنبا