مع كل التقدير والاحترام للسيد الكاتب والسياسي المعروف عزت الشابندر وللسيد الكاتب والمفكر حسن اسميك واجتهادهما في إيجاد حل للوضع العراقي الشائك وكمواطن كوردستاني اود ان أقول: نعم هناك طريق ثالث غير الذي تفضل به السيدان الكريمان.

بالعودة الى تأسيس الدولة العراقية الحديثة بعيدا عن إرادة مكوناته الرئيسة وربط كوردستان الجنوبية بها في ثلاثينيات القرن الماضي لخلق توازن طائفي سني تجاه شيعي، فان الدولة المستحدثة لم تستطع يوما ما ان تخلق وتبني هوية وطنية جامعة وليس سرا ان الحكم السني حتى سقوط النظام الدكتاتوري لم يتوانى عن استخدام كل الأساليب لإلغاء الطرفين الشيعي والكوردستاني ولعل ابلغ واقرب مثال هو المذابح الجماعية للطائفة الشيعية في الجنوب العراقي اثر الانتفاضة الشعبانية التي سماها النظام ب( صفحة الغدر والخيانة) وكان مسؤوليه يتباهون بأنهار الدم الشيعي في الصحن الشريف في كربلاء والنجف .......الخ

اما في كوردستان فقد شهدت منذ ثورة الشيخ محمود الحفيد في ثلاثينيات القرن الماضي مرورا بثورة أيلول وكولان ..... جرائم إبادة عنصرية رهيبة ذهب ضحيتها أكثر من ربع مليون انسان ودمرت أكثر من أربعة الاف قرية وقصبة......الخ من الجرائم البشعة بقصد الغاء الوجود القومي الكوردستاني.

مع سقوط النظام وتسلم الشيعة الحكم عمليا تم تجديد الصراع السني الشيعي (الفلوجة والرمادي والموصل – مثالا) وأيضا تحديث العداء القومي العنصري مع الكورد حليف الامس ضد النظام الدكتاتوري وأقرب مثال هو غزوة حيدر العبادي واحتلال 51% من كوردستان ظلما وعدوانا.

لقد تعمقت غرغرينا الجروح في الكيان العراقي الى الحد الذي لم يعد من الممكن معالجتها باي شكل من الاشكال فقد طالت الجرائم الالاف المؤلفة من أبنائه التي عانت من الأحقاد الطائفية او العنصرية ودمرت البقية الباقية من الامل في بناء عراق موحد ينعم بالسلام الداخلي والاستقرار هذا ناهيك عن الفساد والتبعية وارتهان القرار المركزي واعتباره ارضا وثروة مباحة لمن يسيطر مؤقتا.

مائة عام وهذا العراق المصطنع يأن من وطأة الجروح العميقة في كيانه وتكوينه المشوه والطريق الثالث الذي لابد منه لإنقاذ سكانه هو: التقسيم الودي الذي طالما ناديت به قبل ان تسير الأوضاع نحو حمامات الدم المتوقعة، فأي مكون لا يمكن وليس في مقدوره ان ينسى مواقف الاخرين تجاهه خاصة مع احياء الصراع التاريخي السني الشيعي والحقد العنصري ضد الكورد والنتيجة هو حتى مع بقائه موحدا شكليا هو مجتمع ممزق غير قادر وغير مستعد لا على المصالحة مع نفسه ولا مع الاخرين.

الحل الثالث يكمن في التقسيم الودي بإشراف اممي وعربي وحتى دول الجوار والمؤسسات القانونية والدولية المختصة، وهو ما يتيح للمكونات الرئيسة الثلاث إدارة مناطقهم او دولهم وفق مصالحهم مع إمكانية إقامة علاقات طيبة مع الجوار المختلف دون ضحايا وقتل وانتقام وإلغاء الاخر علما ان المناطق التي تعيش فيها المكونات الثلاثة تقريبا محددة وكل منها ينعم بالقدر الكافي من الثروات الطبيعية.

التقسيم الودي هو الحل يا سادتي الكرام وكل ما عدا ذلك هو الدوران في حلقة مفرغه كانت وستبقى السبب الرئيس في كل ما قدمته مكونات العراق من ضحايا بشرية منذ تأسيسه العشوائي.
[email protected]