في البداية يجب أن نشكر السيدين جيمس جيفري و جويل رييورن على إتاحتهما الفرصة لبعض أعضاء الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية لاستكشاف المزيد ومعرفة تطورات الموقف الامريكي من سوريا وليس ذنب وزارة الخارجية الامريكية تفسيراتنا الخاطئة وآمالنا الكبيرة واعتمادنا الكامل على ما تقوله واشنطن وما لا تقوله وما نقّوله لها وعنها.

شخصيا لم أجد مشكلة حول ما قيل إنه خطأ في الترجمة أو اقتطاع جزء من حديث السيد جيفري، فما المشكلة في أن يكون هناك عرضا أمريكيا لبشار الأسد ولكن المهم أن يرقى الى أدنى تطلعات الشعب السوري؟!.
لكن ما قاله السيد جيفري هو نفس ما قالته ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية لدى مجلس الأمن الدولي "كيلي كرافت" حول وجود إجماع دولي على وجوب عزل نظام بشار الأسد سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً حتى يشارك في العملية السياسية التي ينص عليها قرار المجلس رقم 2254 أي اعادته الى جنيف وهو ما يعني اطالة عمر الأزمة دون حل حقيقي لأننا لا نعلم حقا متى ثمار العزل ستؤتي أكلها.

وبالمجمل لم أجد في الموقف الامريكي أي جديد أو أي اهتمام اضافي في الملف السوري و لا يوجد أيضل، كما قرأت بتمعن، عروض للنظام السوري و لا رغبة بالتفاوض معه ولم ألمح اي أمل يمكن ان يقدم لنا كسوريين.. بالعكس لمحت رضا على كل ما تفعله روسيا في سوريا، والمشكلة الوحيدة أمريكيا ودوليا، هي إيران.
وكان لافتا أن تصدر السفارة الامريكية بيانا يوضّح ما هو موضح واعتبرت أن:
قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 هو استراتيجية الخروج الوحيدة المتاحة للنظام السوري. وينبغي أن يتخذ النظام خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل سياسي للصراع السوري يحترم حقوق الشعب السوري ورغبته أو سيواجه المزيد من العقوبات الهادفة والعزلة.

وعلى غرار ما قاله السفير جيفري مرارا وتكرارا في الاجتماعات الخاصة والعلنية على حد سواء، يتحمل بشار الأسد ونظامه مسؤولية الانهيار الاقتصادي السوري بشكل مباشر، إذ يبذرون عشرات الملايين من الدولارات كل شهر لتمويل حرب غير ضرورية ضد الشعب السوري بدل توفير احتياجاته الأساسية.

وأكدت السفارة أن الولايات المتحدة ستواصل فرض العقوبات الهادفة والضغط الاقتصادي المتزايد على نظام الأسد إلى حين تحقيق تقدم لا رجعة فيه في المسار السياسي، بما في ذلك من خلال وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد بحسب ما يدعو إليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
والواقع كما أحب أن أشدد عليه، أن السيد جيفري لم يتكلم عن عرض سري أو عرض جديد أو حتى صيغة أو مسودة عرض موجه لرأس النظام، وانما تكلم عما أعلنته الإدارة الأمريكية عن سياستها بخصوص إيران ومشروعها التوسعي في العراق وسوريا ولبنان..

كلام السيد جيفري يأتي في إطار التكتيك السياسي والدبلوماسي، أي بمعنى أدق هناك أمورا يستطيع طرحها بوصفها تتعلق بالقانون الدولي الانساني مثل المساعدات، وبعض الامور تتعلق بالأمن الاقليمي والدولي، وأمور تعتبر شؤون سورية، ومن المفروض أن يحددها الشعب أو من هم يعملون على تمثيله، وتكون للدول مواقف منها، مثل الانتقال السياسي والحكومة الانتقالية وكلها من وجهة النظر الامريكية الدولية يجب ان تكون تحت مظلة جنيف.

اذن موقف واشنطن من النظام وكيفية تصنيفه واضح جدا، وهو ضمن إطار تقويمي اصلاحي، اما بالنسبة لموضوع الانتقال السياسي وانهاء المأساة السورية، فهي تمضي للوصول إلى التنفيذ الكامل والصارم لقرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤، عبر تفعيل العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.

وليس ذنبهم أننا كسوريين نعتمد عليهم وعلى أن يفوق دعمهم العمل على القطاعين الاقتصادي والدبلوماسي للضغط على النظام السوري.

باختصار شديد استراتيجيتهم القادمة من خلال قيصر طويلة زمنيا ونتائجها غير مضمونة للوصول لمطالبات الشعب السوري ولكن هذا سقف الممكن لديهم فماذا قدّمنا نحن كمعارضة وماذا فعلنا لنشجعهم ونحضهم على تغيير استراتيجيتهم..

هذا له حديث آخر.