من أهمية وجود الأيام العالمية والاهتمام بها، التي تقوم بها الجمعية العامة للأمم المتحدة، تثقيف الناس لما يحمل ذلك اليوم المخصص له، كيوم التسامح أو ويوم الكتاب أو اليوم العالمي للصحة النفسية وغيرها من الأيام، أبرزها توضيح الإنجازات الإنسانية، وتعزيزها وجعل لها مناخ تتراوح فيه تلك المعاني الإنسانية، ويعلو من شأنها في أوساط الناس، حيث إن تلك الأيام تحمل قيم إنسانية قد اجتمع عليها جميعهم على اختلاف توجهاتهم، سوى كانت دينية أو دولية إلى آخره.
يوجد بعض القيم التي تحتفل بها الأمم المتحدة، قد سبقها الدين في طرحها والاهتمام بها، وحث الناس على احترامها والتخلق بممارستها، كقيمة بر الوالدين أو احترام المسنين وحقوق الإنسان، وان الدين قد حث عليها بشكل عام وأعتبرها من قيمه الأخلاقية.
إلا أن الأمم المتحدة خصصت لكل قيمة يوم، يحتفل به الناس لكي تلفت أنظارهم لأهمية تلك القيمة الإنسانية.
من هنا يحث رجل الدين السعودي حسن الصفار في كتابه الدين والقيم الإنسانية وقفات في مناسبات الأيام العالمية، على المؤسسات الدينية تعتمد تقويم جدول الأيام العالمية، من أجل الاحتفاء بها والحديث حولها متسلحين بالتراث الديني ومعطيات المعرفة والثقافة المعاصرة، ولا يرى ضير في ذلك لاعتبار أن تلك القيم هي إنسانية في حد ذاتها، إذ إنها فرصة لإبراز إنسانية الدين واهتمامه بشؤون الحياة، وأن الدين يخدم تطلعات الناس ومصالحهم، كما أن تلك القضايا الإنسانية مورد اهتمام الدين، لذلك أن الاحتفاء بها يمثل استجابة لأمره.
وقد أشار الشيخ الصفار لنقطة ذات أهمية في الأيام العالمية، التي تشجع التقارب والتواصل المجتمعي عالميا بالتفاعل والتعاون بينهم في المصالح والاهتمامات المشتركة.
الكتاب هو عبارة عن أحاديث وخطب قد ألقيت من قبله في مناسبات مختلفة كخطب الجمعة وغيرها، في كل يوم يصادف يوما عالميا يتحدث فيه عن تلك القيمة التي يحتفى بها، قد جمع تلك الخطب بما فيها من مضامين دينية مناسبة للأيام العالمية.
إن الشعور بأهمية هذه الأيام عند الشيخ الصفار الذي يحظى بمكانة رفيعة في وسط مجتمعه، نابع من إنسانية خالصة، حيث إنه لم يكتف بإلقائها إنما يذكر بها إخوانه الخطباء والعلماء للاستعانة بتلك الأيام والتذكير بها.
الأيام العالمية هي محطة لفت انتباه الناس، لما يحمل ذلك اليوم من قيمة إنسانية، والاحتفاء بها من جميع المؤسسات المختلفة دليل وعي بأهميتها، وهي القيمة الجامعة بين الناس على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم.
التعليقات