بين مؤيدٍ للاتفاق التاريخي بين الإمارات و إسرائيل و معارض؛ تتجلى في الأفق بوادر سياسية أهم بكثير و أكبر مما يدور في دهاليز مواقع التواصل الاجتماعي؛ أول بوادر هذه الإتفاقية التاريخية تجلت في تجميد إسرائيل قرارها الذي كان يقضي بضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية؛ هذه الاتفاقية فتحت الباب على مصراعيه أمام عدد من الدول التي تربطها علاقات وثيقة مع اسرائيل منذ عشرات السنين؛ مثل قطر و تركيا؛ ستبدأ الدولتان بلا شك بتوجيه الزخم الإعلامي لشيطنة هذه الخطوة؛ الدوحة التي كانت تريد الإنفراد بكونها الدولة الخليجية الوحيدة الرابطة بين الخليج و إسرائيل؛ وتركيا التي تتمتع بأكبر علاقات تجارية في الشرق الأوسط مع اسرائيل؛ و الأهم منهم جميعاً همالفرقاء الفلسطينيين الذين أضاعو كثيراً من الفرص منذ عام ١٩٧٨وحتى اليوم؛ ما بين مكابرٍ في العلن و تاجرٍ في الخفاء؛ متى سيتحرك الفلسطينيين للحفاظ على ماتبقى من بلدهم؟؛ وفي الجانب الآخر من الخليج العربي بدأ ناقوس الخطر يقرع في طهران؛ هذا الاتفاق قد يكون بمثابة تحالف عسكري قادم لن تستطيع إيران الوقوف أمامه؛ مع هذه الفرص التاريخية؛ متى ستتخذ إيران خطوتها التاريخية للتخلي عن عداء جيرانها و مشاريعها التوسعية و العودة الى الدولة بدلاً من نظام الميليشيات الذي عليه إيران اليوم؟