بعد ان اجتاحت تركيا، العضو في حلف الناتو, شمال سوريا في غزوة (نبع السلام)،قصفت مدافعها وطائراتها مدينة سري كانيه/ رأس العين في 17 اكتوبر 2019 بالاسلحة المحرمة دوليًا ومنها الفسفورالأبيض، مما أدى القصف إلى إصابة ومقتل العديد من الابرياء والمدنيين العزل، بينهم أطفال ونساء وشباب ابرياء.

نتذكرصرخات الطفل الكوردي محمد حميد المحروق بالفسفورالابيض الاردوغاني في مدينته سري كانيه المغدورة، والذي كان يصرخ ويبكي ويقول : أوقفوا النار من جسمي، أتوسل إليكم. نتذكر ويتذكر العالم صرخات هذا الطفل المحروق بالقنابل التركية المحرمة دوليًا، تلك الصرخات التي ترددت صداها في مختلف أنحاء العالم من شدة الألم وامتداد الحروق الشديدة على جسم محمد الذي تبرقع بألوان الاحتراق الشديد.كان محمد المحروق بالفسفور الاردوغاني عاجزاً حتى من تحريك ذراعيه.

وعلى اثرالحادث تم نُقل الطفل محمد على الفور إلى إحد مستشفيات مدينة القامشلي ومن هناك إلى مستشفيات إقليم كوردستان.
وبعد عدة أيام من العلاج في مستشفى دهوك المركزي، تم نقل محمد إلى فرنسا بايعاز من مسعود البارزاني. خضع الطفل محمد للعلاج المكثف في المستشفى العسكري الفرنسي واجريت له 7 عمليات جراحية تجميلية، اضافة إلى العلاج والاشرف الطبي المكثف، وهكذا نجى الطفل محمد و بمساعدة فرنسا من فسفوراردوغان الذي يواجه اتهامات من خارج وداخل تركيا باحتضان ومساعدة تنظيمات إرهابية من بينها داعش، وتقديم كل أنواع الدعم والحماية لها.
قم للمعلم وفه التبجيلا كادَ المعلم ان يكون رسولا:

طالب اردوغان في خطابه التلفزيوني يوم امس قادة العالم بحماية المسلمين إذا تعرضوا للقمع في فرنسا.وانتقد أردوغان ما سماها (حملة الكراهية) التي يقودها ماكرون ضد الإسلام والمسلمين في بلاده.كما طالب بمقاطعة المنتجات الفرنسية ردًا على حملة مقاطعة المنتجات التركية من قبل بعض الدول العربية مستخدمًا خطابه الديني كالعادة لخدمة أهدافه السياسية.
وجاء خطاب اردوعان بعد نحر أستاذ التاريخ في مدرسة فرنسية من قبل شاب داعشي من أصول شيشانية بعد ان عرض على تلاميذه رسوما كارتونية للنبي محمد سبق أن نشرتها مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة.

وتزامنا مع خطاب اردوغان، أكد رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ورئيس اتحاد مساجد فرنسا محمد الموسوي يوم الاثنين المصادف 26 اكتوبر 2020، أن المسلمين ليسوا مضطهدين في فرنسا.
واضاف الموسوي : (فرنسا دولة كبيرة والمواطنون المسلمون ليسوا مضطهدين، يبنون مساجدهم بحريّة ويمارسون ديانتهم بحريّة)، كما دعا المسلمين إلى الدفاع عن مصالح فرنسا.

ان تصريح السيد الموسوي يؤكد،ان فرنسا ليست ضد الدين الاسلامي كما يدعي اردوغان الفسفوري وانما هي ضد الشبكات الإرهابية ومنها القاعدة وداعش على اراضيها وفي الخارج، وضد من يمول الارهاب،بالضبط كما اكد ماكرون في خطابه في المؤتمر الدولي في باريس يومي 25 و26 نيسان 2018 والذي انعقد تحت شعار(لا لتمويل الإرهاب).
اخيرا..

كان أولى بالإسلاميين فى تركيا وخارجها أن يعتذروا للعالم عن جريمة نحر المعلم الذي كادَ أن يكون رسولا،من قبل شاب ارهابي من أصول شيشانية وعن الجرائم التى ترتكبها الحكومة التركية بحق الشعوب المسلمة وغير المسلمة,بدلاً من الفخر بها والاصطفاف وراء أردوغان الذي يكيل بألف مكيال طالما اقتضت مصالحه ذلك.

اختتم مقالي بمقولة الباحث الكويتي أحمد صالح في هذا الجانب قد تختصر كل المعاني وهي :
المجتمعات التي لا تتحرك إلا من خلال دغدغة عاطفتها الدينية، بالحقيقة هي مجتمعات مغيّبة تعيش على هامش التاريخ، ولا يؤخذ منها حق ولا باطل.