هكذا تحدث العالم أجمع ليلة البارحة، ليلة تاريخية سيحفرها الزمن على واجهة القلوب وكأنها إحدى ليالي حكايات ألف ليلة وليلة، تلك التي لا تحدث إلا كل مائة عام، حيث كان " طويق " سيد المشهد!

عدسات العالم كله باتجاه الشامخ الشهم النبيل، الرجل الذي يخيط الليالي سهرًا على بلاده كي يحملها نحو الأعالي ..
قل محمد بن سلمان وكفى
وستجد العالم كله يتبع وهجه،
يتتبع إنجازاته
يحاول أن يحاكي نجاحاته

بالأمس احتشدت الأمم كلها، وجاءت كل دولة في العالم بأمهر فرسانها وأجود خيولها، لم يكن الأمر مجرد سباقٍ عالمي فحسب، بل كان الأمر مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالتأريخ والأصالة والعراقة وبالإنسان، سبعةٌ وسبعون جوادًا من أمهر الجياد العالمية من ثلاثة عشر دولة مختلفة كانت على أرض ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية في الجنادرية بالرياض، كان حدثًا استثنائيًا ابتداءً من الرعاية السامية من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى أمهر الفرسان العالميين وأجود الخيول على وجه الأرض إلى الحضور الكريم وصولًا إلى الجوائز الضخمة،

لقد حبس العالم أجمع أنفاسه وهو يراقب عن كثب ويترقب أحداث السباق
أمهر المدربين العالميين على أرض الرياض
لقد كان صفوة المدربين العالميين في مقدمتهم المدرب العالمي بوب بافرت والذي يعد أبرز مدربي سباقات الخيل بتاريخ سباقات الخيل الأمريكية، والذي ساهم في تحقيق إنجازات عديدة وتاريخية، فلقد حقق لقب التاج الثلاثي الأمريكي لمرتين مع البطل أمريكان فيرو والبطل جستفاي في سابقة تاريخية.

«ماكسيموم سيكورتي» و«بن بطل» و«ميدنايت بيسو» و«ماتشو جوستو» و«تيسايتوس»، هذه أمهر الخيول العالمية والتي قد حققت إنجازات عالمية من قبل كانت تتحفز ليلة البارحة لاقتناص الكأس، وربما كان العالم ينتظر بطلًا من هذه الأسماء..

ولكن الأمر بالنسبة إلينا كسعوديين كان مختلفًا، لم تكن ليلة البارحة سباقًا عالميًا فحسب، بل كانت رغبةً جامحة في إخبار العالم كله من نكون!
نعم نحن السعوديون الذين أفنينا أعمارنا في الدفاع عن هذه الأرض، والذين روينا تربتها بدمائنا وعرق جباهنا، قاتلنا عنها بالسواعد قبل السيوف والبنادق، زرعنا تربتها بقلوبنا وأرواحنا.

كان الأمر بالنسبة إلينا رسالةً هامةً جدًا وعلى العالم أجمع أن يصغي، " طويق " بيننا يا لها من ليلةٍ تاريخية! هذا الرجل الذي قلب المعادلة وجعل العالم كله يعلم أن للسعوديّ همةً تعلو ولا تدنو، تزيد ولا تنقص، تكبر مع مرور الأيام ولكن لا تشيخ أبدًا ..

"مشرف" هل كانت مصادفةً حقًا، أم ضرب القدر موعدًا مع هذه اللحظة التاريخية؟ قبل أكثر من خمسين عامًا اجتمع الأمير عبدالرحمن العبدالله الفيصل مع الفارس السعودي مشرف القحطاني رحمه الله على حب الخيل والفروسية وانطلقا في غمار عشقهما ليقطعا الحياة والدروب.

لم يكن يعلم أحدٌ أنه وبعد مضي هذا العمر كله وبعد رحيل الفارس وعميد المدربين، سيقوم الأمير عبدالرحمن العبدالله بتسمية خيله الأصيل باسم مشرف، لأمرٍ لم يكن يعلمه لكن الله سبحانه وتعالى بعلمه وقدرته كان قد كتب لهذا الاسم التحليق في أرجاء العالم كله وليشرّف السعودية وأهلها.

بالأمس عدا مشرف في مضمار السباق نحو اللقب وهو لم يكن يحمل على ظهره الفارس فقط بل كان يحمل كل سعودي على هذه الأرض الطاهرة، كنا نحن السعوديين ممسكين به ونعدو..

في مضمار السباق وفي عز احتدام السباق وفي أكثر اللحظات صعوبة وحماوةً كان طويق ثابتًا، وقورًا لم يرتبك للحظة ولم يدر في خلده ولو للحظة أن مشرف ربما يخسر السباق لأنه طويق أولًا ولأنه علمنا أن نكون -نحن السعوديين- مؤمنين بربنا وواثقين من أنفسنا، ولأنه كذلك حقّ لنا أن ننتصر.

سيدي طويق دمت مشرف