تتعدد عناوين المقالات لتغطى الرحلة السياسية التي بدأتها دولة الإمارات على ألأرض بإعلان إتحاد دولة الإمارات ولتنتهى برحلة الفضاء والنزول على أرض المريخ بمسبار الأمل الإماراتي، وبعمق وإمتداد هذه المسافة، يحملها معنى ودلالة الرقم "خمسين".

وجدت أن الأنسب والأكثر تعبيرا عن هذا الرقم كلمة الإنجاز الدائم والمستمر. الإمارات في عيدها الخمسين في حالة من الإنجاز في كافة المجالات على المستويين الداخلى والخارجي، وهنا قد نحتاج إلى آلاف المجلدات كى نرصد هذه الإنجازات. لكنى وفى هذه السطور القليلة ساشير إلى ابرز هذه الإنجازات.

أول هذه الإنجازات الدولة الإتحادية. فقبلها إمارات منفصلة مجزأة صغيرة متناثرة على ساحل الخليج العربى لتنضوى تحت دولة واحده تحمل إسم دولة الإمارات العربية المتحده، هذا هو الإنجاز الأول او ما يمكن تسميته بإنجاز البناء الأساس، ولو لم يكن هذا البناء وألأساس قويا ما أستمرت الدولة، فلدينا الأمثلة العربية الكثيره على إنهيار تجارب وحدويه. يعزى الفضل الأكبر في هذا إلى المؤسس الشيخ زايد طيب الله ثراه ومساندة ودعم أخيه الشيخ راشد لتشكل أبو ظبى ودبى نموذجا ثنائيا، وبمشاركة من بقية حكام الإمارات ليقدم الجميع الدعم والتاييد لهذا الإتحاد.

ألإتحاد ليس مجرد دستور ما زال معمولا به كدلالة قوة ومؤسسات إتحاديه تقابلها مؤسسات محلية والكل يتبارى ويتنافس في الحكم الرشيد، هذا الإنجاز لا يكفى في حد ذاته. كان الإنجاز الثانى الإنسان والمواطن الإماراتى القادر على إدارة هذه المؤسسات، والقادر على حماية منجزاتها.

بمقارنة بسيطه نرى حجم الإنجاز عندما نلقى نظرة سريعة على المناصب الحكومية العليا والمناصب الإدارية التي يقوم بإدارتها وشغلها المواطن. ولعل من أهم الإنجازات في هذا السياق التمكين السياسي للمرأة والتي تجنى اليوم ثمار التعليم الذي أتيح لها. فالمرأة اليوم وزيره وعضو مجلس تشريعى وتنتشر على كل الخارطه السياسية والإدارية للدولة.

لم تستثنَ الطفولة وألأمومة من هذا الإنجاز بتوفير بيئة السعاده له من رياض أطفال ومدارس وخدمات صحيه ورعايه طفولة وتوفر منظومة الحقوق الحامية للطفل وألأمومة.

ومن أبرز الإنجازات على مدار خمسين عاما توفير البيئة الشامله للحياه السليمه: البيئة التعليمية والصحية وخدمات الرفاه والخدمات الاجتماعية والإسكان، وهى التي جعلت المواطن في الإمارات يرقى إلى المستويات العليا عالميًا في سلم الرفاه والسعاده.

تتسع مسيرة الإنجاز لتغطى كبار السن بتوفير كل الخدمات والرعاية لهم. ومن أهم الإنجازات التي يلمسها المواطن ومن يتابع مسيرة هذه الدولة بناء كل عناصر القوة الشاملة بصورها وأشكالها المتعدده: القوة الناعمة.

تملك الإمارات اليوم شبكه متطوره ومتقدمه من القوة الإعلامية، والقوة الصلبة بشقيها الإقتصادى والعسكرى، فلديها اليوم بنية وإقتصاد متطور متنوع ولم تعد الدول دولة ريعية بل عملت على تنويع مصادر الدخل ببناء المدن الصناعية والطاقه البديلة والمدن الإعلامية وتطوير قطاع السياحه، وتملك اليوم جيشا قويا مزودا باحدث الأسلحة، بل دخلت الدولة مجال التصنيع العسكرى.

ولا تتوقف الإنجازات عند حدود الخدمات المادية، فهناك الإنجاز القانوني بإستكمال ومسايرة منظومة القوانين عالميا. ومن أبرز الإنجازات في خمسينية الدولة التأسيس والبناء القوى للحكم الرشيد الذى من أهم عناصره الكفاءة والفاعلية والقدرة والمساءلة والمسؤولية. وهذا إنجاز يمكن تلخيصه بالثالوث الآتي: القياده والمواطنة والبيئة المبدعة.

الدول تكبر وتنمو بدورها العالمى ومكانتها الدولية، وهذه المكانة لم تأت بالقوة المسلحة بل بالإنجاز ألإنسانى، وتبنى قيم التسامح ومد يد المساعده لكل من يحتاج إليها من دون إعتبارات إثنيه أو مذهبية، بل المعيار الوحيد هو الإنسانية التي غرس بذرتها المؤسس زايد، وبالمدن التي حملت إسمه في العديد الدول العربية ودول العالم الثالث لتؤوى الفقراء والمحتاجين، وببناء المساجد والأعمال الخيرية من قبل هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة زايد وخليفه ومؤسسة فرسان العرب والعديد منها، وبالحضور في المنظمات الدولية وتقديم الدعم والمساعده لها.

هذا الإنجاز تجسد في القبول بجواز دولة الإمارات والإعتراف به عالميا ليسمح لحامله أن يزور كل دول العالم من دون حاجة لتأشيرة دخول، وهذا دليل الهيبة والإحترام ودليل على أن هذه الدولة دول سلام ودولة إنسانية وتسامح وتنبذ العنف، وهذا تم ترجتمه في أهم وثيقة إنسانية في التاريخ هي وثيقة الأخوة الإنسانية التي أحتضنتها أرض الإمارات في عاصمتها ابوظبى بحضور إمام ألأزهر وبابا الفاتيكان، وبالبناء الإبراهيى الذى يجسد روح الإنسانية الواحده، وليتوج بمعاهدات السلام.

لعل أهم شعار عبر عن هذا الإنجاز "لا للمستحيل ونعم للإنجاز"، لتتحول اليوم دولة الإمارات مقرا عالميا للعديد من الشركات والمنظمات والمؤتمرات الدولية وإحتضان قمة الحكومة العالمية التي تعقد كل عام.

لا ننسى ان الإمارات من أكثر الدول التي نجحت في إدارة وإحتواء وباء الكورونا وفي تقديم اللقاح لكل مقيم ومواطن، وهي ترسل المساعدات الطبية للعديد من الدول.

نحن أمام دولة النموذج والقدوة للسلوك الإنسانى، ولا شك في ان دولة الإمارات بنموذجها عملت على مراجعة كثير من نظريات العلاقات الدولية التي قامت على القوة لتسبدلها بنطريات السلام والإنسانية والتسامح ولترقى معها الإمارات لدولة عالميه في الإنجاز.