إن ما يجري اليوم من أحداث في مدينة القدس من أحداث شاهدها الكثير و البعض تعاطف و البعض الآخر لم يعلّق و لم يبدي أي ردّة فعل؛ و بين هؤلاء و هؤلاء يخفى على الكثير أن ما يجري من أحداث هي في الواقع قد تكون مرتبة مسبقاً؛ ترك الكثير من الأشخاص مايجري في القدس و اتّجه لشيطنة بعض الحكومات العربية و اتهامها بإهمال هذه القضية؛ هذه القضية الشائكة بالغة التعقيد التي سيطرت علىالمشهد العربي والاسلامي لسنوات طويلة جداً و التي استفاد منها المسؤولين الفلسطينيين على مدار هذه السنوات؛ أرصدة بنكية متضخمة؛ التنعّم و التمتّع بالأموال؛ بل إن البعض من المسؤولين الفلسطينيين قد تمت معالجتهم في مستشفيات اسرائيل عندما مرّو ببعض الوعكات الصحية؛ أمّا الشعب الفلسطيني فهو يقبض راتبه بالشيكل الاسرائيلي و يتنعّم في بعض المدن بحماية الشرطة الاسرائيلية و يتنقل مسافراًبين دول العالم حاملاً الجواز الاسرائيلي؛ وإذا أوى إلى فراشه اقتحم مواقع التواصل الاجتماعي وبرامجه وبدأ بالتخوين وكيْل التهم لشعوبٍ قدمّت أموالها و شهدائها لصالح هذه القضية؛ أمّا الجانب الاسرائيلي فحدّث ولا حرجْ؛ بين ادعّاءٍ بأنها الدولة الديموقراطية الرائدةفي الشرق الأوسط و أنظمةٍ تمنع الاسرائيلي غير اليهودي من بعض الحقوق؛ و بين شنٍّ للهجمات على حماس و غزّة وهي التي تعطي حماس أموالها من البنوك الاسرائيلية؛ و بين هذه و تلك تأتي القصة الضائعة؛ إنّ ما يجري اليوم لهو إعادة إحياء التُّهم و التخوين و محاولةإعادة بعض الجماعات الإرهابية إلى الواجهة؛ و إبراز رموز هذه الجماعات عبر الخطابات الرنّانة التي تلامس مشاعر الشعوب؛ فلاإسرائيل تكرهْ وتحاربْ حماس كما تدعي؛ ولا حماس وقيادات فلسطين تريد إنهاء هذه القضية التي عمّرت جيوبهم و حساباتهم البنكيةبملايين الدولارات؛ و إنّ من الخطأ أن تتخذ موقفاً أو تبدي شعوراً تجاه قصّةٍ ضائعة.
- آخر تحديث :
التعليقات