اختارت أمس الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلسة انتخابية دولة الإمارات العربية المتحدة عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي كممثل عن المجموعة الاسيوية والمحيط الهادئ وهذا المجلس هو من اهم وأخطر اجهزة المنظمة الدولية اذ اناط به ميثاق الأمم المتحدة مسؤولية صيانة السلم والأمن الدوليين.
ان هذا الانتخاب القوي بأغلبية تفوق ثلثين المصوتين 179صوتا يمثل انعكاسا للوزن الدولي المتصاعد للإمارات على الساحة الدولية مثلما يعبر عن المكانة المرموقة للدولة في المنتظم الدولي.
ان الأدوار لا تستحصل بالدعايات والأوهام انما هي نتاج عمل دؤوب يستند الى استراتيجية سياسية ودبلوماسية رسمتها القيادة السياسية للدولة وسهر على تعزيزها ومتابعتها الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية والتعاون الدولي والذي سعى منذ توليه حقيبة الوزارة فائقة الاهمية الى إرساء دعائم سياسة خارجية فعالة تتسم بالصلابة في المواقف المبدئية والمرونة في التعاطي مع متغيرات الساحة الدولية والتي نادرا ما تستقر على حال واحدة.
ان هذا الانتخاب الكبير والنجاح المبهج لجميع العرب لم يأت من فراغ بل هو ثمرة من ثمار نهج ومنهج سياسي حكيم للدولة يقوم على اهمية الانخراط في الجهود والمبادرات الدولية في العمل على ارساء السلام وانهاء الصراعات والنزاعات التي تعاني منها الدول وتستنزف مواردها وتعطل التنمية.
الإمارات الغالية على قلوب العرب مبعث البشائر وموئل النجاح تقدم للعرب والعالم انموذجا للدولة الناجحة وان الفشل مفردة خارج قاموسها ومن يعيش في الإمارات ويتابع الشأن السياسي يلمس الجهود والمبادرات الخلاقة ذات الابعاد الإنسانية تتجسد كل يوم في حركة ونشاط الفارس العربي ولي عهد ابو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة سمو الشيخ محمد بن زايد في حركة دؤوبة لا تهدأ يستقبل زعيما ويتباحث مع مسؤول دولي في تنسيق الدعم الإنساني والتنموي للبلدان التي تعاني من ضعف الامكانات بل انه حتى خلال اشتداد وزر الجائحة ما انفك سموه عن التواصل مع قادة العالم عبر دبلوماسية الهاتف أو تقنيات الاتصال عن بعد وذهبت طائرات الإمارات المدنية خلال عصف كورونا الى ثلاثة ارباع المعمورة تحمل التجهيزات ولوازم الطواقم الطبية واللقاحات والاوكسجين لتنعش العالم بلمسة عطاء بلا منة فقط تقول هذا واجبنا... ولعمري مثل هذه الدولة تستحق في كل يوم تحية وسلام وكلمات شكرا يا امارات الخير شكرا لمن وضع اللبنات الاساسية لهذا المنهج المؤسس والباني الكبير الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه واسكنه الجنة.
انتخاب الإمارات عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي ليس إلا محطة من محطات النجاح المتواصل والتألق للوزير الطيب والحكيم الشيخ عبدالله بن زايد ودبلوماسيته الهادئة وابتسامتة الواثقة لا تفارق محياه وهو يقطف كل يوم ثمار ما زرعته اياديه من رؤية ثاقبة وجهاز دبلوماسي مؤهل وسياسة خارجية تقول نحن نقطف الثمار فقط عند نضوجها.
وليبارك الله في الإمارات وشعبها العربي الأصيل