ما كان على "المرشد" علي خامنئي أن يتورّط على هذا النحو في عملية تزوير الإنتخابات التي جرت "مؤخراً"، ثمّ وما كان عليه أنْ يتبنّى قاتلاً معظم الإيرانيين يتحدثون عن الجرائم المرعبة التي إرتكبها فهذا من المؤكد أنه سيكمل ما كان بدأه عندما سيجلس على كرسي الرئاسة وأيضاً عندما يعتمر بعد ذلك عمامةَ الولي الفقيه فقتل الإيرانيين بعد هذه الثورة لم يعرفه هذا البلد، الذي كانت مسيرته حضارية بالفعل في فترات سابقة، إلاّ في هذا العهد الذي بدأ في عام 1979.

كان أحمدي نجاد، هذا الذي "يدُّبُ الصوت عالياً" الآن ويتبرأ من هذه الثورة التي كان قد زغرد لها أهل هذه المنطقة حتى "تشعّلت" ألسنتهم وفي مقدمتهم العرب الذين كانوا ينتظرون جاراً مريحاً والذين ذاقوا ولا زالوا يذوقون مرارة الجوار السيئ، رئيساً لهذه الدولة وكان عليه أنْ يطبّق ما ينادي به الآن وأن لا يبقى يجلس ولو للحظةٍ واحدةٍ في كرسي الحكم الذي سيجلس عليه هذا المدعو إبراهيم رئيسي الذي تجسّدت فيه كل الويلات التي حلّت بالإيرانيين وفي بعض دول الجوار العربية.

وعليه فإنه كان على هذا الرئيس الأسبق أن يتخلّى عن كرسي الحكم في تلك المرحلة المبكرة التي كانت بالنسبة لإيران وللشعب الإيراني ولدول الجوار أسوأ من هذه المرحلة فحربُ الثمانية أعوام كانت في عهد المرشد روح الله الخميني وقوافل إعدامات الإيرانيين كانت في ذلك العهد ويومها كان إبراهيم رئيسي تلميذاً مبتدئاً في مدرسة المرشد الحالي علي خامنئي الذي كان حتى قادة وأعضاء حزب "تودة"، الحزب الشيوعي، يتحدثون عنه بكل أريحية ويعتقدون أنه إنْ وصلت "الأمانة" إليه فإنه سيملؤ أرض هذا البلد العظيم عدلاً وتسامحاً وأنه سينصف الأقليات القومية والمذهبية والدينية بإعتباره "آذاري" القومية.. التركية.

إنه على أحمدي نجاد أن لا يكتفي بالنواح والصراخ وذرف الدموع السخية فهذه بضاعةٌ من المعروف أنها فاسدة وأنّ على من أعلن راية التوبة أنْ لا يكتفي بالبكاء والتباكي فإيران تستحقُّ أن يقدم لها الأوفياء من أبناء شعبها قوافل الشهداء وأن يتخلّص الإيرانيون من هذه الفترة الإعتراضية الدامية وإلاّ فإنّ عهد إبراهيم رئيسي سيكون العهد الذي سيخلفه أسوأ منه بألف مرة وأنّ السجون والمعتقلات لن يصبح فيها مكاناً حتى لطفل ألقى حجراً صغيراً على موكب مرشد هذه الثورة التي ثبت أنها كارثةٌ حقيقيةٌ للإيرانيين قبل غيرهم!!.

وهكذا.. وأخيراً وليس آخراً فإنني مثل كل الذين هتفوا لهذه الثورة في البدايات وأكتشفوا أنها كانت مأساةً حقيقيةً للشعب الإيراني ولدولٍ لا أملك إلا أن أقول لا بارك الله بهكذا ثورة التي دمرت إيران وولغت في دماء شعبها وشتّتته في أربع رياح الأرض والتي كانت تتغنّى بفلسطين لكنها بدل أن تهديها قوافل التحرير أرسلت كل هذه "الفيالق" الطائفية إلى العراق وإلى سوريا.. وبالطبع إلى لبنان وضاحيته الجنوبية وأيضاً إلى اليمن السعيد حيث تحوّل المذهب الزيدي إلى مجموعاتٍ حاقدةٍ تقصف ذيقار بالقنابل الإيرانية وتراكم أكوام الدمار فوق رؤوس أطفال بلد كان في طليعة المسيرة الحضارية في الوطن العربي!!.