المنصفين من العقلاء في العالم العربي والغربي يعلمون علم اليقين أنه لم يحمل هم القضية الفلسطينية بكل أبعادها أكثر من القيادة السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى عهد الملك سلمان، لم تحظى فلسطين بدعم من أي دولة أخرى يوازي ولو جزء بسيط من الدعم الذي قدمته السعودية قيادةً وشعباً لتلك الأرض وشعبها.
لا أريد هنا أن أتحدث عمَّن هو الأسبق في ملكية تلك الأرض عبر التاريخ الطويل، لكن المؤكد والمُجمَع عليه أنه قد تعاقب عليها الأنبياء عليهم السلام برسائلهم السماوية، فهي أرض يتشارك فيها المسلم واليهودي والمسيحي، هناك كان هيكل سليمان كما يزعم اليهود، وهناك كنيسة المهد في بيت لحم مهد المسيح عليه السلام، وهناك المسجد الأقصى والذي يتمتع برمزية في تراثنا الإسلامي بغض النظر عن كونه لا يُعد حرماً إسلامياً كما هما المسجد الحرام والمسجد النبوي، فهذهِ الأرض للمسلم فيها وجود وتاريخ ولليهودي والمسيحي كذلك، وهي تسع الجميع عندما تكون هناك رغبة جادة في السلام ونبذ العنف لدى جميع الأطراف المعنية.
ما يهمني في واقع الأمر كمواطن سعودي هو البحث في ظاهرة الكراهية تجاه وطني وقادتي والشعب السعودي ثم الدفاع بعد ذلك والرد على تلك المواقف العدائية الغير مبررة، أقول ظاهرة وأنا أعني تماماً ما أقول، فهذا الكُره والعداء بات واضحاً وأصبح ثقافة يُعرَفون بها رغم أنه لا يحق لي ولا لغيري أن نعمم، وهذهِ ليست سلوكيات أفراد معدودين، بل سياسيين ورموز فلسطينية أصبح شتم السعودية لديهم ركناً من أركان الدين لا يقوم دينهم ولا يستقيم إلا به!
السعودي بطبعه لا يرضى بالظلم تجاه أي إنسان أو شعب أو أقلية...إلخ، نرفض الاعتداءات التي تحصل من الطرف الإسرائيلي دون وجه حق، وفي المقابل نرفض الاعتداءات الفلسطينية تجاه إسرائيل دون وجه حق، وهذا هو الإسلام في حقيقته، دين رسَّخ لمبادئ العدل وأعلى قيمة الإنسان بكرامته وحريته وحقوقه، إلا أن هذا الدين لدى هؤلاء شُوِّه وحُرِّف من خلال لي أعناق النصوص الدينية لتوافق أحزابهم وتياراتهم القائمة على أيديولوجيات متطرفة.
الأسئلة التي نوجهها لهم ونتمنى أن يعتبروها عتاب بين الأحباب:
ماذا تريدون منا؟ ما الذي فعلناه لكم؟ هل في تاريخ السعودية حدث موقف على مستوى القيادة أو صدر قرار يمكن أن يُعد ضد مصالح القضية الفلسطينية وشعبها؟ لماذا لا نرى منكم أي إدانة أو استنكار للهجمات التي تتعرض لها بلادنا من جماعات إرهابية مدعومة من إيران؟ لماذا عندما تعرضت الكويت للغزو العراقي وقفتم مع المعتدي ضد البلد الذي احتواكم ووفر لكم حياة كريمة؟ عندما ضُرِبت الرياض بالصواريخ العراقية لم يفرح بذلك أي شعب عربي سوى الكثير من الفلسطينيين، ما هذا الحقد الرهيب؟!
أعتقد أنه يقع على عاتق الكثير من المختصين الفلسطينيين من أطباء وعلماء اجتماع ونفس دراسة تلك الظاهرة والبحث عن أسبابها ومن ثم التوصل إلى العلاج أو على الأقل تدارك ما يمكن تداركه!
...
- آخر تحديث :
التعليقات