عند الأزمات ينقسم الناس إلى أشكال وأجناس، وفي كل أزمة أو اختلاف أو حتى خلاف لابد أن يكون هناك دول أو جهات ترى منفعة في هذا الحدث، وكما يقال(مصائب قوم عند قوم فوائد). لذا فإنه من السذاجة أن يتصور أحدهم أن ذلك الاختلاف سيمر هكذا دون أن يكون هناك موجة من الشائعات التي سيقع ضحيتها العامة والنخبة، ماعدا من لديهم قدر عالٍ من الوعي والحكمة.
الإشكالية في مواقع التواصل الاجتماعي أنه حتى وإن صدرت بعض المواد المسيئة من أشخاص مجهولين فإنها ستخلق نوعاً من الشحناء لدى الشعوب، ويزداد الأمر سوءاً عندما تصدر بعض الاستفزازات من شخصيات معروفة من كلا الطرفين.
الحل في تلك الأزمات يكمن في الصمت(خصوصاً العامة) والثقة في المصادر الرسمية لكل بلد، وأن يسعى العقلاء إلى تغليب الحكمة وعدم الخوض في كل ما يشعل الفتن ويزيد من حدة الخلافات، وأن يتم ردع كل سفيه يسيء إلى البلد الآخر أو يتطاول على رموزه.
لا أريد أن أتحدث عن طبيعة هذا الاختلاف وأبعاده وكل ما يتعلق به لأنني لستُ ضليعاً به، ولكن ما أعلمه أنا كمواطن سعودي أن الإمارات بشعبها وقيادتها تاريخهم وحاضرهم يبرهنان على أنهم كانوا ولا زالوا نعم السند للسعودية في الرخاء قبل الشدة، كذلك السعودية كانت ولا زالت سنداً للإمارات وداعمة لها على كافة المستويات. ولا يمكن أن يتصور المواطن السعودي والإماراتي حدوث أي أمر يمكن أن يكدر صفو تلك العلاقة الاستثنائية والمتميزة بين البلدين.
وما حدث ليس سوى اختلاف في وجهات النظر وقابل للتفاهم والتوصل إلى حل مناسب لجميع الأطراف، لكن من الطبيعي أن الأعداء المتربصين لكلا البلدين سيؤججون ذلك الاختلاف ويسعون إلى بث الفتنة عن طريق وسائلهم المتعددة من قنوات رسمية أو صحف أو مواقع التواصل الاجتماعي...إلخ.
لذا يجب على الجميع الأخذ على أيدي السفهاء، وليس هناك خلاف إنما هو اختلاف ليس إلا، قوتنا في اتحادنا وضعفنا في تفرقنا، وكلمة سمو الأمير خالد الفيصل التي قالها وأصبحت شعاراً ومثلاً يردده أبناء البلدين كفيلة بردع كل فتنة وإغلاق الباب تجاه كل عدو:
الإماراتي سعودي والسعودي إماراتي
- آخر تحديث :
التعليقات