كان على راشد الغنوشي الذي بدأ "ناصرياً" ومرّ على حزب جمال الأتاسي، حزب الاتحاد الاشتراكي السوري أن يتأنّى كثيرا قبل أن ينضمَّ إلى قافلة الاخوان المسلمين التي تم تشتيتها حتى في مصر بلد المنشأ وفي العديد من "الأقطار" العربية مثل الأردن، المملكة الأردنية الهاشمية، ومعظم الدول العربية الأخرى ولعلّ الخطيئة التي ارتكبها هذا "القومي" و"العروبي" السابق في بلد الحبيب بورقيبة "العلمانية" انه بعد أن مرّ بتجربة السجون والمعتقلات وانقلب الشعب التونسي على المرحلة البورقيبية الطويلة قد بادر الى "ركوب" القطار "الإخواني" وانتهى تابعاً الى رجب طيب أردوغان الذي من الواضح، لا بل المؤكد أنّ الدور سيصل اليه قريبا وأنّ نهايته ستكون إحدى "زنازين" السجون التركية !!.
لقد كان على "الغنوشي" الذي بدأ ناصرياً ومرّ على التجربة الاشتراكية في دمشق "البعثية" التي لا تزال ترفع راية "حزب البعث" الذي انتهى في العراق وفي كل "الاقطار" العربية التي كان قد مرّ بها أنْ يكتفي من "الغنيمة" بالإياب وأنْ ينضم إلى أحد الأحزاب التونسية "الحديثة" .. أحزاب هذه المرحلة الجديدة والمستجدة وأنْ لا "يتعمشقْ" بقطار الاخوان المسلمين الذي لم يبقَ منه إلّا بعض "الملتحين" الذين قد استجار بعضهم ببلد "المنشأ" .. بريطانيا العظمى التي باتت تسعى للتخلّص حتى من أحزابها التاريخية المعروفة .
إن المفترض أن راشد الغنوشي، الناصري والاشتراكي، الذي كان قد مرّ بالقاهرة مروراً طلابياً عابراً والذي أصبح من تلامذة الدكتور جمال الأتاسيّ أن يدرك أنّ دمشق البعثية حتى الان والتي ترفع مجرد شعارات قومية بات "يختبىء" خلفها "الطائفيون" حتى النخاع الشوكي، لم يعد للأخوان المسلمين أي وجود فيها إلّا في الزنازين والمعتقلات وهذا ينطبق على مصر "حسن البنا" وعلى الأردن التي كانت قد رفعت الشعار الإخواني نكايةً بالأحزاب القومية وفي مقدمتها حزب البعث وحركة القوميين العرب ولكنها ما لبثت أن تخلّصت منه وبات فيها نحو ثلاثين حزباً وطنياً وقومياً كلها تتلّقى الدعم المادي من موازنة الدولة الأردنية التي كان "التقدميّون" قد أشبعوها شتماً في تلك المرحلة العربية التي كان عنوانها "البعث" و "النااصرية" .
وهذا يعني أنه على راشد الغنوشي أن يكتفي من الغنيمة بإلإياب وأن يلحق "اخوان" تونس باخوانهم الذين قد طردوا حتى من تركيا رجب طيب أردوغان والذين باتوا مشردّين في :"أربع رياح الأرض" وأن يختار هو بعد هذا العمر الطويل ، أطال الله عمره، أن يشغل نفسه بتدوين تجربته التاريخية الحزبية المريرة حتى تستفيد منها أجيال تونس الخضراء الصاعدة.
إنه على "الشيخ" راشد الغنوشي بعد كل هذه التجارب المريرة أن يكتفي بأن يدوّن ما مرّ به خلال مسيرته الطويلة، التي بدأت "ناصرية" ثم "اشتراكية" ثمّ "اخوانية" عرجاء، للأجيال الصاعدة وبحيث أن تكون تونس الخضراء هي الحزب التونسي الأوحد والوحيد وإنّ الولاء لتونس هو الولاء الحقيقي والفعلي للإسلام العظيم وأيضا هو الولاء للأمة العربية التي كان حزب البعث يؤكد، وعلى لساني ميشيل عفلق وصلاح البيطار بأنها "واحدة" و"ذات رسالة خالدة"!!.
التعليقات