مر ٤ اب كغيرة من الايام على لبنان، خرج الناس في تظاهرة احتجاجية تطالب باخراج ايران برا، ولكن ما خطف الانظار وحبس الانفاس كان صواريخ اطلقها فلسطينيون باوامر ايرانية وغطاء حزب الله، على اسرائيل كرسالة بشأن توتر الخليج العربي واستهداف السفن فيه.
الرد الاسرائيلي جاء على مرحلتين، الاولى للبنان والحزب والفصائل الفلسطينية، والثانية لايران ورئيسها الجديد.
مرة اخرى يثبت لبنان انه بلد منكوب وصندوق بريد القوى الاقليمية والدولية وحياة الناس فيه لعبة بايدي من كان يعلم بوجود نترات الامونيا ومن خزنها وصنّعها وهرّبها الى الى سوريا.
المواطن اللبناني لا يزال منذ حكم العثماني وحتى ايامنا هذه رهينة تجاذبات الاخرين واهوائهم، وها هو حسن نصر الله يحاول ان يظهر كمنقذ لبنان ويعدهم باحضار الوقود والدواء من ايران المفلسة بكل ثمن ورغم انف الجميع اما الحرب الاهلية فانه يؤجلها لخاطر عيون المرشد في ايران.
إسرائيل
حكومة اسرائيل الجديدة لا تزال تتخبط بما يتعلق بالمشروع النووي الإيراني، لا قرار حتى الان بشأن هذا الملف الشائك والاتكال، بعد الله، على فريق جو بايدن يقول المقربون من رئيس الحكومة المتدين نفتالي بنيت، حيث يقوم الاخير بالتحضيرات للقاء المرتقب مع الرئيس الاميركي بواشنطن في اول جولة خارجية له كرئيس حكومة ومن ابرز واهم الملفات، الملف الايراني.
في اوساط العسكر وجهات امنية اخرى هناك قناعة ان حكومة اسرائيل السابقة بقيادة نتانياهو اخطأت في هذا الملف عندما دفعت ادارة بايدن الغاء الاتفاق النووي وبمساعدة وضغط من رئيس الموساد السابق يوسي كوهن، العسكر ورئيس الموساد الجديد دافيد (ديدي)برنيع يرون ان الاتفاق السابق مع ايران على كل مساوئه، كان افضل لاسرائيل لان الدول العظمى كان لها امكانية مراقبة اي تحرك ايراني بشكل فوري وبعد الغاء الاتفاق قامت ايران بفك الكاميرات والغاء المراقبة.
إسرائيل بحكومتها الجديدة تناور من جديد وتحاور فريق بايدن لاجراء تعديلات وتقييدات لطهران الجانحة لامتلاك القدرة النووية، عملية عسكرية اسرائيلية فردية لضرب منشآت ايران النووية من ضمن الخيارات لدى حكومة اسرائيل الحالية ولكن نسبة نجاحها ضئيلة في نظر الخبراء.
الحرب
من يتابع الاعلام العربي ومحطات التلفزة المنتشرة ويشاهد كميات النقل المباشر على جانبي الحدود الاسرائيلية اللبنانية ويستمع لمحللي القنوات عن مواجهات اعالي البحار واستهداف السف في الخليج، يقتنع ان الحرب العالمية الثالثة على قاب قوسين ويسرع لاقتناء الطحين والسكر والزيت لايام سوداء قاتمة قادمة.
لكن بعد انقشاع غيوم تقارير وتهويل المراسلات والمراسلين الاشاوس والوقوف مليا على حقائق الامور تعود القناعة ان لا شيء قادم ولا شيء يحدث وان مناورات الاخذ والرد وصناديق البريد هي سيدة الموقف، لا توجد اي نية لاي طرف في حرب لا تُعرف الى ماذا ستؤدي، فلا حزب الله ولا اسرائيل معنيين باي مواجهة ولا ايران ولا اميركا وبريطانيا في غمرة الحرب او حتى التفكير فيها.
ما يحدث في منطقتنا لا يتعدى اللغط وضجيج في الخلفية لفيلم اميركي طويل ابطاله على غرار توم وجيري وكليلة ودمنة.
الجزائر
منذ تنحية الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة وهذا البلد العريق في غليان مستمر اذ تعبث به اياد خارجية، بعضها معروف التوجه الاسلامي والبعض الاخر له مصالح اخرى اذ تقوع قوى افريقية واخرى اوروبية بمحاولات السيطرة على مقدرات وخبرات البلاد والعباد.
السياسة الداخلية في الجزائر متوقفة والاحتجاجات مستمرة منذ سنوات والقضاء يحاول محاسبة الفاسدين مع نجاحات هنا واخفاقات هناك الا ان ما يثير السخرية هو ان بدل ان تقوم حكومة الجزائر باصلاح حال البلد تحاول هذه الحكومة اصلاح ذات البين بين الاخرين في المنطقة، وهنا لا بد اي ان انقل ما غرد به الاستاذ فيصل القاسم في هذا الامر حيث كتب: "وزير خارجية الجزائر مشغول هذه الأيام بالتوسط بين مصر والسودان من جهة واثيوبيا من جهة أخرى لتأمين القدر الكافي من المياه لمصر والسودان بعد بناء سد النهضة الاثيوبي، لكن الوزير المحترم نسي أن الجزائر تعاني الآن أسوأ أزمة مياه في تاريخها. تركت زوجها مبطوح وراحت تداوي ممدوح".
دوائر ونقاط
دوائر القرار تصنع الاحداث وتختلق الذرائع والظروف لفرض نقاط البحث والحوار وما انا سوى متابعة ما يدور والتعليق احيانا بنقطة هنا او كلمة هناك.
التعليقات