ردت حركة الجهاد الإسلامي في بيان رسمي على تصريحات اللواء غلام علي رشيد، القائد بالحرس الثوري الإيراني الذي اعتبر أن المقاومة الفلسطينية في القطاع هي في الأساس من اجل حماية إيران، ولم يكتف اللواء رشيد غلام بهذا التصريح بل ذهب أبعد من ذلك، واصفا حركة الجهاد وغيرها ممن الفصائل، بأنها “القوة الرادعة أمام الاعتداءات على إيران” مشيراً إلى أن قاسم سليماني قال وقتها “إنه في حال أراد العدو استهداف نظام إيران، فعليه أن يواجه هذه الجيوش أولاً”.

وأصدرت حركة الجهاد الإسلامي بيانا رسميا امتعضت فيه من التصريحات التي تفتح الباب لتأويلات إعلامية قد تصنف الحركة على أساس انها جناح إيراني مسلح في غزة ويعطي مفهوما مغلوطا لأساس وجود الحركة، اذ يذهب باتهام الحركة بأنها تنفذ الأجندة الإيرانية في المنطقة تحت شعار المقاومة واسترجاع الأرض. وقالت الحركة في بيانها "نؤكد على تحالفنا مع الجمهورية الإسلامية في مواجهة الكيان الصهيوني واحتلاله لفلسطين، وأن مقاومة الشعب الفلسطيني موجودة منذ تأسيس المشروع الصهيوني واحتلاله لفلسطين، وليست مرتبطة بأي هدف آخر".

وان اتسم هذا البيان المقتضب بنوع من ردة فعل لينة اتجاه هذه "السقطة الإعلامية للواء غلاء" الا انه يخفي في مضامينه توجيه رسالة مشفرة مفادها أن المقاومة ولدت قبل أن ينشأ الفكر الخميني في الأساس، وأنها كانت السباقة في الدفاع عن فلسطين، كما يؤكد على استقلالية الحركة في قراراتها وعدم تقبلها لمنطق تعامل إيران مع حزب الله الذي يعتبر بالفعل يد إيران الضاربة في لبنان والمحقق للامتداد الإقليمي لها في البحر الأبيض المتوسط.

لم تكن هذه المرة الأولى التي أرسلت فيها حركة الجهاد الإسلامي رسالة لإيران للكف عن توظيف القضية الفلسطينية في صراعاتها الإقليمية والزج بالحركة في اجندة لا تخدم القضية الفلسطينية لا من قريب ولا من بعيد، ولقد تجلى هذا سابقا في رفض الجهاد الإسلامي الدخول في المأزق اليمني وتأييد تحركات الحوثيين ضد السعودية وحلفاءها في المنطقة، ولقد دفعت الحركة الثمن بسبب هذا القرار عندما أوقفت طهران مساعداتها المالية بالمقابل استمرت في دعم حركة حماس التي تلتقي في نقاط عديدة مع إيران في الملفات الإقليمية.

ويقرأ محللون هذا التصريح الإيراني الأخير على انه محاولة لاستمالة حركة الجهاد الى المصالحة وطي صفحة الماضي ومحاولة لإعادة بناء الكيانات الموازية بعد الشرخ الذي حدث في بداية الأزمة اليمنية، حيث ترغب إيران في جس نبض الحركة فيما إذا كانت مستعدة الى العمل وعودة العلاقات الى سابق ما مضى، خصوصا وأن إيران تخشى أن تخسر حليفتها حماس التي تمضي في سلسلة من المفاوضات مع الاحتلال بوساطة مصرية، من أجل تثبيت الهدنة وانهاء التوتر في القطاع وهذا ما لا يخدم مصالح إيران التي لا تريد هدنة في غزة، وهذا في حد ذاته رسالة الى الاحتلال الإسرائيلي بان ايران لاعب أساسي في غزة له كياناته الموازية القادرة على افشال أي مشروع اتفاق أو هدنة.