للشعر أيادٍ خفية تلمس حنايا الروح، وتتلمّس أكثر الأماكن ظلمةً ووجعًا في الإنسان، يخيّل إليّ أن الشعر نسيمٌ عليل ينفذ إلى الداخل حيث يسكن صيف الخيبات في قلوبنا عميقًا.. وتتراكم مرارات الأيام
اكتب هذا وأنا أقرأ ديوان الشاعر العذب قاسم حداد - ثلاثون بحرًا للغرق : حين قال عن الشعر ..
"يفعل بي الشعر كما تفعل الريح بالرمل، تبدّد أشلاء روحي .."
قد تسرقك قصيدة وتختطف جزءًا منك صوب عالمها هي، فتغدو شريد الحروف والمجاز، أسير الكنايات التي لا تؤوّل، تلتهمك الصورة الشعرية ويراقصك الخيال فتنتشي تحت وطأة الشعر،
ذلك المارد الذي كلما اقتربنا منه جهلناه أكثر، وكلّما قبضنا على خاصرته أفلت من بين أيدينا وأنكرنا، فالشعر لا يقبل التأطير والتغليف، عصيّ على التعريفات المعلّبة… يلتذّ باللهيب..
ويا ويل من اقترب واحترق!
التعليقات