بين {وعجلتُ إليك ربِّ لترضى}
‏و
‏{كره الله انبعاثهم فثبطهم}
‏حكاية تترجح ما بين الصدق والكذب،والإيمان والضلال،واليقين التام بالله في مقابل التعلّق بمن سواه
‏هنا حياةٌ كاملة بأضدادها وتناقضاتها،بين السمو والدنو،والرفعة والسقوط
‏ثنائيات الوجود تفضح حقيقة القلب وسكرات النفس

المؤمن الحق متشوّقٌ دومًا للقاء ربه
‏عجولٌ لرؤياه، مستبشرٌ بما عنده
‏فمن الصلاة، إلى الأمر بالمعروف وقولِ الحق، ثمّ صلة الرحم، وتلمّس حاجات المساكين، كلّها مصاديق الحب ومعارج العبور.


المؤمن يضرب موعدًا بينه وبين ربه عند كل عملٍ صالحٍ يعمله، يعلم يقينًا أن الحقّ سبحانه مطلعٌ عليه، يعلم سرّه وسريرته ونجواه
‏وأما من طُبع على قلبه، وأركِن إلى الأرض
‏فتجده ثقيلًا متثاقلًا لكل عملٍ فيه قربى إلى الله
‏يجهد نفسه بما لدى الناس، ولن ينال إلا ما كُتبَ له
في تدبر آيات القرآن عبرٌ وحكم، فوانيس مضيئة
‏ودروبٌ معبدة نحو رضا الله وجنةٍ عرضها كعرض السماء والأرض
‏بالأمس القريب قرأت عبارةً هزّت وجداني:
‏"الخسارة الحقيقية أن تكون هناك جنةٌ عرضها كعرض السموات والأرض، ولا يكون لك فيها موضع قدم"
‏يا لها من خسارة!
اللهم عفوك، ورضاك، ورحمتك، وجنتك بلا حسابٍ ولا سابقة عذاب!
‏"اللّهُمَّ خُصَّنِا مِنْكَ بِخاصَّةِ ذِكْرِكَ، وَلا تَجْعَلْ شَيْئاً مِمّا نتقرّب بِهِ فِيه مثقال ذرّةٍ رياءً وَلا سُمْعَةً وَلا أَشَراً وَلا بَطَراً، وَاجْعَلْنِا لَكَ مِنَ الخاشِعِينَ.
اللّهُمَّ أَعْطِنِا السَّعَةَ فِي الرِّزْقِ، وَالاَمْنَ فِي الوَطَنِ، وَقُرَّةَ العَيْنِ فِي الاَهْلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ، وَالمُقامَ فِي نِعَمِكَ عِنْدنا، وَالصِّحَّةَ فِي الجِسْمِ، وَالقُوَّةَ فِي البَدَنِ، وَالسَّلامَةَ فِي الدِّينِ، وقِنا اللّهمّ شرور أنفسِنا وسيئات أعمالنا..
اللّهمّ اسْتَعْمِلْنِا بِطاعَتِكَ وفي طاعتك وَارزقنا اتباعِ سنّةِ عبدك ورَسُولِكَ مُحَمَّدٍ ﷺ قولًا وعملًا في السّرّ والعلن
‏أَبَداً ما أبقيتنا، وَاجْعَلْنا مِنْ أَوْفَرِ عِبادِكَ نَصِيبا فِي كُلِّ خَيْرٍ وآمنَ وأوفر عبادك سلامةً وأمنًا من كل شرٍّ وذي شر ...