مع نهاية العام الدراسي "الطويل" هذه السنة وبداية فترة الاختبارات النهائية الأسبوع الماضي للكثير من طلبة التعليم العام في السعودية، ظهر ترند جديد في تطبيق التيك توك الصيني، وهو قائم على فكرة وضع الكتاب الدراسي تحت عجلة المركبة والدعس عليه حتى يتمزق إرْباً إرْباً، سلوك سيء أليس كذلك؟

@.z3xx السوسو حبت تشارك👀😂😂. #سوناتا #اكسبلوررر #explor #fpy #tiktok #ترند ♬ الصوت الأصلي - 𝔸𝕓𝕠 𝕕𝕒𝕙𝕖𝕞 ❤️‍🔥

لكنه بالنسبة للطلاب الفاعلين لهذا السلوك، فهو وسيلة للانتقام والتنفيس عن الغضب، فحسب زعمهم يقولون أن الاختبارات استفزتهم وطول العام الدراسي أرهقهم.

توجهت لأحد الطلاب اللذين ارتبكوا هذا السلوك وسألته، لماذا تفعل هذا بالكتاب؟

قال لي: الاختبار يقهر وحملت المادة!

قلت له: هذا ليس مبررًا لتفعل هذا بكتابك الذي استلمته من المدرسة مجانًا، راجع نفسك قد تكون لم تستعد للإختبار بشكل جيد، والكتاب ليس له ذنب ابدًا.

فرد على قائلًا: لقيته ترند وقلت اسوي زيهم!

كل هذه أعذار واهيه ليست مبرر لتمزيق الكتاب بهذا الشكل المؤلم، ولكن على ما يبدو أن تأثير الترندات وقدرتها على توجيه سلوك الأفراد وحفزهم لممارسة مثل هذه السلوكيات هو نذير شؤم وخطر كبير.

أصبح الجيل الناشئ رهينة لترندات التيك توك وغيره من التطبيقات، بسبب قله الوعي وتراخي مؤسسات الضبط الاجتماعي عن مهامها تجاه هذه التطبيقات، وإن لم يَكن هناك ضبط ونظام ينظم عمل هذه التطبيقات في السعودية وغيرها من الدول فسوف تظهر المزيد من الترندات والسلوكيات السيئة.

فإرشادات المجتمع أو قوانين المجتمع في هذه التطبيقات مكتوبة من الشركة المالكة للتطبيق، وقد لا تتناسب مع كل المجتمعات، لذلك مما اقترح أن يكون لكل دولة تستخدم أي تطبيق تواصل اجتماعي إرشادات مجتمع خاصةٌ بها توضع بإشراف الجهات الرسمية في الدولة وتتماشى مع القواعد والقوانين في تلك الدولة.

أيضًا فيما يخص تمزيق الكتب وحرقها فهي سلوكيات ليست بجديدة فمنذ أعوام ونحن نشاهد هذه السلوكيات ولكن لم نجد حلًا لها حتى الأن، ومما أتوقع أن يَحِد من تلك الممارسات هو أن تكون الكتب الدراسية "عُهدةً" يستلمها الطالب مع بداية العام الدراسي ويُسَلِمهَا مع نهاية العام الدراسي، لتعود لبر الأمان وتقوم المدارس بتسليمها للجمعيات الخيرية، فهناك مصانع تشتري الورق بمبالغ جيدة وتعيد تدويره والجمعيات الخيرية أفضل من يقوم بهذا العمل فعوائد تدوير الورق تفيدهم عكس الوزارة فعوائد تدوير الورق لا تكاد تفيد الوزارة بشيء يذكر، وينبغي على وزارة التعليم وضع عقوبات حاسمة ورادعة فخصم 3 درجات من السلوك والمواظبة ليست عقوبةً رادعة بنظر كثير من الطلاب.

ما الذي سيجعل الطالب يَسَلِم الكتب للمدرسة؟

هي عملية صعبة ومعقدة، لكن هناك حل من وجهة نظري وهو منع دخول أي طالب للاختبار النهائي في حال لم يُسَلِم الكتاب الخاص بالمادة التي سيختبرها، فهذا سيحد جدًا من ظاهرة رمي الكتب وتمزيقها بعد الاختبار ويضمن إلزامية التسليم .

هل ما فعله الطلاب بهذه الكتب مخالف للنظام؟

بالطبع مخالف، والمخالفة الأولى هي مخالفة مرورية فحسب جدول المخالفات المرورية الثاني أن إصدار صوت بعجلات المركبة مخالفة مرورية يعاقب مرتبكها بغرامة تقدر بـ150/300ريال، هذا بالإضافة لمخالفته لقواعد السلوك والمواظبة ونظام مكافحة الجرائم المعلوماتية م6.

أيضًا يتوجب على الأسر نصح أبنائهم وتوعيتهم بخطورة ما يفعلون فإصدار صوت بعجلات المركبة مزعج جدًا ناهيك عن تمزيق الكتاب الدراسي ومؤشر لتصاعد العنف لدى الأبناء.

هل منظومة التعليم مخطئة؟

المؤسسات التعليمية لها دور في حفز هذا السلوك لدى الطلاب، فالصورة النمطية لدى الطالب عن الكتاب مرتبطة بالاختبارات التي يراها الطالب جحيمًا، فينبغي أن تحاول المؤسسات التعليمية تجميل هذه الصورة وحفز الطلاب لتقبل الكتب المدرسية وتوضيح أهميتها وعدم ربطها بالاختبارات، وابتكار وسائل جديدة لتقييم أداء الطلبة غير الاختبارات التي تكون في كثير الأحيان مُسْتهلكةً وغير عادلة.