لو سُئلَ الناس عن أثمن ما في حياة الإنسان، ماذا كانوا سيجيبون؟
لربما كانت بعض الإجابات متقاربة لدى جموعٍ غفيرة منهم، ومختلفة لدى جموعٍ غيرها!
أمّا في ظني، فإنّ أثمن ما في حياة الإنسان منوط ومرتبط بالشيء الذي يفقده ويفتقر إليه المرء في لحظة سؤالنا إياه!



فالحاجة لا يعرفها إلا صاحبها، ولا يفقه قيمتها إلا المحروم منها، وكل شيء نُحرم منه هو أثمن ما في حياتنا!

فالمريض يرى أنّ أثمن ما في حياته هو العافية وكما قيل قديمًا "الصحة تاجٌ على رؤوس الأصحّاء لا يراه إلا المرضى!"،
والسجين يرى أن أثمن ما في حياته هو الحرية
والخائف يؤمن أنّ أثمن ما في الحياة هو الأمان
والمغتربُ يعتقد أن أثمن ما في الوجود هو الديار
واليتيم يُشير إلى الأم أو الأب،
والفقير يُشير الى المال، وقِس على ذلك…

ولو أنّك سألت حكيمًا لأشار الى أن أثمن ما في الوجود هو الرضا، فمن رضي بما قُسِمَ له استغنى!
فماذا لو اجتمعت لك حريةٌ في عافيةٍ مع أمانٍ وأنت بين أهلك وناسك.. فأنت والله لمن أعظم الناس حظًا وأوفرهم نعمة!
ولَوَجَبَ عليك حينذاك شكر تلك النعمة وتقديرها أيما تقدير ومراعاة الله في كل أمورك وحياتك، وحلّك وترحالك، والسعي في قضاء حوائج الناس الذين حرموا من نعيمٍ نزل فيك، وكرمٍ حلّ عندك… وقد يسعفك في ذلك لسانك وبدنك ومالك، وفي ذلك شُكر للنعم كبير!
يقول مصطفى محمود: "أفضل ما تهبه في حياتك: العفو عن عدوك والصبر على خصمك والإخلاص لصديقك والقدوة الحسنة لطفلك والإحسان لوالديك والاحترام لنفسك والمحبة لجميع الناس".
ويكفينا أن نختم بحديث رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال:

"مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا".