سلامة القلب منحة ربانية يؤتيها الله أهل محبته وجنته؛ إذ لا يمكن أن يكون سليم القلب إلا كائنا نورانيّا ولو كان من طين، وما منا أحد إلا وفيه إرهاصات لسلامة القلب، فإما أن يُنَمّيها بالحُب، أو يقضي عليها بالكراهية!


‏قال عزّ وجل:

‏( إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم )

‏وقال عزّ من قائل:

‏(وإنّ من شيعته لإبراهيم ، إذ جاء ربّه بقلبٍ سليم)
‏حتى وإن قيل في تفسير ذلك المقصود به سلامة القلب من الشّرك،فأنا والكثير معي وبعض المفسرّين يرون أن سلامة القلب وسلامة الصدر بالمعاني السّامية والكثيرة هي من لوازم الإسلام الحقيقي وهي نورٌ تراه عيانًا بيانًا في وجوه من آتاه الله ذلك


لذا فإنّ سليم القلب لا يكون حاسدا ولا حاقدا ولا جشعا، إنه الطهور قلبُه، النقيُّ كلُّ ما فيه.
‏سلامة القلب مشكاة نور تهدي صاحبها في دياجير الحياة، وصراط مستقيم يسلكه في متاهاتها.
‏إنّها فنارٌ ساطع للنفس والقلب والرّوح لئلا يتوه صاحبها ويغوص في أوحال الدّنيا وصراعات الحياة .

وكذلك كان سيد ولد آدم،وأطهر العالمين ﷺ كان سليم القلب.نقيُّ السريرة،تُشرِق وضاءة روحه على مُحَيّاه،وتَبْرُق البشرى بين ثناياه،ورغم كل ما عاناه من قومه صبر وغفر،وفيهم جَهَر:

‏(اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)
‏صلّى الله عليه وعلى آله الأطهار وصحبه الكرام وأتباعهم إلى يوم الدّين.