دخول موكب الزنجيل إلى مبنى مجلس النواب :

قال زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، يوم الأربعاء المصادف 28 ـ 7 ـ 2022، أن عملية اقتحام البرلمان من قبل انصاره ما هي الا “جرة إذن” وبمثابة إدخال رعب للفاسدين، بحسب تعبيره، ولكن نسى السيد بانه ايضاً من ضمن الفاسدين ..

والسؤال الاهم هو: لماذا منعت السلطة متظاهري تشرين الذين كانوا يطالبون باسترداد الوطنّ من الحرامية والفاسدين من عبور جسر الجمهورية، فيما تترك الصدريين يصولون ويجولون ويلطمون ويقيمون موكب الزنجيل و(السلاسل) والاناشيد الدينية في قصور الخضراء وداخل مبنى مجلس النواب؟

للاجابة على هذا السؤال الجوهري اقول: ان السلطة الفاسدة تعي وتعرف جيداً بان هناك فرق كبير بين ثورة استعادة وطن من الفاسدين ومظاهرات “جرة إذن” معروفة النوايا والاتجاهات، أضافة إلى ذالك ان (القائد المُفدى مقتدى الصدر) يحاول، بكل ما يملكه من امكانيات، إستغلال ضعف وتشرذم القوى والاحزاب الديمقراطية واليسارية من جهة، ومحنة الشعب العراقي التي تتعمق يوماً بعد أخر من جهة ثانية، وهو يعزف على طريقته الخاصة “جرة إذن” و“الصلاة ركعتين”.

ان نجاحات الصدر رغم محدوديتها، لم تكن بمعزل عن ضعف الاحزاب الوطنية والديمقراطية، ناهيك عن الخدمات التي توفرها له الجارة السيئة إيران، وازاء هذا الوضع المأساوي والخطير ينبغي على القوى الديمقراطية أن تعي جيداً العواقب الوخيمة التي سوف تترب على استمرار تشرذمها وسباتها وعليه ان تستفيق قبل ان تفقد قدرتها كلياً على الحركة ومواصلة نضالها ميدانياً وقيادة الجماهير الغاضبة من اجل اخراج العراق من نفق المحاصصة والفساد والتبعية.

وفي الاخير يسأل المواطن العراقي المغلوب على مره: لماذا انسحب مقتدى الصدر لمصلحة الإطارالتنسيقي، في حين كان بإمكانه أن ينسحب لمصلحة المستقلين فيقبل مبادرتهم وتنضم كتلته الى كتلة المستقلين وفقا لمبادرتهم، ليتم تشكيل حكومة يرأسها مستقل، ثم يتنازل عن حصته الوزارية لهم إذا تمسك بالانسحاب، بدلا من أن يترك الأمر برمته في يد الإطار الذي زاد عدد مقاعده نتيجة لانسحابه!

نعم ..ليس بمظاهرة “جرة إذن” ولا باقتحام المنطقة الخضراء ومقر البرلمان العراقي للصلاة ركعتين ومغادرة المنطقة، تُبنى الأوطان وتتطور.