أکثر مايلفت النظر في المفاوضات الدولية الجارية مع النظام الايراني بخصوص برنامجه النووي المثير للريبة، هو إن المجتمع الدولي صار على ثقة ويقين بأن هذا النظام کذاب ومراوغ ويلف ويدور ويمارس الخداع بمختلف أنواعه من أجل تحقيق أهدافه وعدم تلبية المطالب الدولية.

النظام الايراني الذي قام بالکثير من المهاترات والافعال الصبيانية المختلفة في الطرق والاساليب التي کان يتبعها في المحادثات النووية ولا سيما بطرح شروط ومطالب لاعلاقة لها بالمحادثات نظير سعيه من أجل شطب حرسه الارهابي من قائمة المنظمات الارهابية، وعلى الرغم من العديد من تصريحات مسٶوليه بترك طاولة التفاوض، فإنهم کانوا کعادتهم دائما يقومون بأداء مسرحيات وسيناريوهات هابطة وأسخف ما تکون من أجل تحقيق أهدافهم، وهم بذلك کانوا يٶکدون وبصورة عملية عدم جدارتهم بالثقة وإن من يطمأن ويرکن إليهم فإنما يخدع نفسه ويلهث وراء سراب بقيعة لاأکثر!

البلدان الغربية التي طوت أکثر من ثلاثة عقود من ممارسة سياسة الاسترضاء والمماشاة مع النظام الايراني وقدمت الکثير من الامتيازات له من دون أن تحصل على أي شئ في المقابل بل وقد أثبتت ودلت تجربة أکثر من 3 عقود من التفاوض والتواصل مع هذا النظام بأنها کانت في صالحه فقط بل وحتى إنه قام بإستخدامها ضد الشعب الإيراني والبديل الديموقراطي المتمثل في حركة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من أجل تأخير عملية إسقاطه، وإن على المجتمع الدولي أن يعلم جيدا بأن هذا النظام لا يمکن أبدا أن يلتزم بأي إتفاق ولاسيما إذا کان في غير صالحه ويٶثر على مخططاته ومشاريعه.

النظام الايراني المخادع أثبت على مر مراحل التفاوض معه الذين يعولون على إمکانية تخليه عن إنتاج القنبلة النووية وإذعانه للشروط والمطالب الدولية، إنما هم يعولون على الوهم والسراب وليس أي شئ آخر، وإن هذا النظام وکما قالت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، مع أو بدون إتفاق نووي، سوف لن يتخلى عن مساعيه من أجل إنتاج وصناعة القنبلة الذرية، وإن المجتمع الدولي وبعد أن قطع هذا النظام المخادع في السر مراحل حساسة في برنامجه النووي وصار قاب قوسين أو أدنى من إنتاج القنبلة الذرية فإن الرهان الدولي على التفاوض معه والتوصل لإتفاق نووي إنما هو مجرد خداع للنفس وليس أي شئ آخر.

الثقة بالنظام الايراني والاطمئنان إليه خطأ کبير يجب الحذر منه، وإن المستقبل سيکشف هذه الحقيقة للعالم أجمع، وإن على الدول الغربية أن لا تنسى بأن النظام الايراني وبعد بضعة أشهر على إبرامه للإتفاق النووي في عام 2015، إنکشفت مساعيه السرية من أجل الحصول على أجهزة ومعدات لإستخدامها في الجانب السري من برنامجه.