مع بداية الشهر القادم سوف تصحى اوربا على اسعار جديدة لفواتير الكهرباء والغاز و متوقع ان تصل الى ضعف ما هي عليه قبل اشهر بعد قرار حظر الغاز الروسي جراء الحرب الروسية على اكرانيا.

معظم الدول وعلى رأسها بريطانيا حذرت من هذا الغلاء الفاحش ووعدت الحكومة البريطانية بدعم 8 مليون أسرة بريطانية لفاتورة الكهرباء والغاز وقود السيارات اسمتهم (فقراء الطاقة).

هذا جانب أصبح جلي وواضح ولكن ما هو ليس واضح لأغلب الناس الان ان ارتفاع أسعار الطاقة لن يؤثر فقط على الاستهلاك المنزلي والشخصي بل سيتعداه الى الاقتصاد الكلي لاوربا وفقدان أوربا تنافسية اقتصادها بعد ما سيؤثر على الصناعة والزراعة والخدمات من خلال سعر منتجات أوربا وبذلك أوربا ستصحى ليس فقط على شتاء قارس بل الأخطر هو تدني الناتج الإجمالي بعد تراجع التنافسية جراء ارتفاع أسعار الغاز لصالح اسواق أخرى خاصة الشرق الاقصي من الصين الى الهند. وهذا ما ستدفع أوربا ثمنه لسنوات عديدة على ما اظن.
لقد بدأت بعض الدول الاوربية مثل المجر وبلغاريا الابتعاد عن السياسة العقابية الجمعية لروسيا حتى تتجنب هذا المصير وهذا ما سيجعل العقوبات الاوربية غير فاعلة. بل ان روسيا نفسها سارعت إلى إيقاف خط الغاز إلى المانيا (نورد ستريم) بدواعي صيانة الخط، وهو ما نفته شركة سيمنس الألمانية.

لا شك ان القادم سيلقي بظلاله على أوربا وعلى عملتها ومن المؤكد ان أوربا بقدرتها العلمية والمالية الضخمة سوف تخرج من الازمة، ولكن السؤال بأي ثمن سيكون هذا الخروج؟.