إن لم تستح فأصنع ماشئت! هذا هو حال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في مسعاه من أجل إعادة الارهابي أسدالله أسدي الى إيران بعد إصدار حکم قضائي بحقه على خلفية قيادته للعملية الارهابية التي إبتغت تفجير التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية والذي کان يحضره 100 ألفا من الحضور ومن ضمنهم السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايراني الى جانب أکثر من 1000 شخصية سياسية من العديد من دول العالم.
الارهابي أسدي الذي کان کشف أمره وإلقاء القبض عليه بمثابة کشف وفضح الارهاب المنظم الذي قام ويقوم به النظام الايراني، ولاسيما وإن هذه العملية قد جاءت بعد تخطيط ومشاورات على أعلى المستويات، فقد أثبت مصداقية ما کانت المقاومة الايرانية تٶکد عليه من إن النشاطات الارهابية ليست بمعزل وبمنأى عن النظام حيث يجري الاعداد والتخطيط لها ومن ثم تنفيذها تحت علم وإشراف النظام وإنه يقوم بإستغلال سفاراته في بلدان العالم من أجل ذلك، وهذا ما قد تجسد تماما في العملية التي کان يريد أسدي تنفيذها.
الجهود المختلفة التي بذلها النظام الايراني بعد إلقاء القبض على أسدي والتي شملت فيينا وألمانيا وبلجيکا ووصلت الى حد تهديد بلجيکا بتنفيذ نشاطات إرهابية ضدها إذا لم تبادر الى إطلاق سراح هذا الارهابي، لکنها جميعا باءت بالفشل وإن تصميم الاوربيين على المضي قدما في الاجراءات القانونية ضد أسدي إنما کان بمثابة رسالة للنظام من إنه وبعد أن تجاوز الحدود المسموحة له بکثير فإنه لا يمکن هذه المرة أن يفلت من العقاب، وإن إدانة أسدي أمام المحکمة البلجيکية کانت بمثابة إدانة النظام الذي کان يقف خلف هذه العملية.
المحاولات واسعة النطاق التي بذلها النظام الايراني من أجل التغطية على هذه العملية الارهابية ذهبت جميعها أدراج الرياح بل وإن الذي يجعله يشعر بالمزيد من الخوف والقلق هو إن هناك نشاط مضاد لمحاولاته المشبوهة هذه، وإن کتاب "الإرهاب الدبلوماسي، تشريح إرهاب دولة إيران"، الذي سيجري شرحه وتسليط الاضواء عليه خلال مٶتمر صحفي يقام في العاصمة البلجيکية بروکسل يوم 16 من سبتمبر الجاري، حيث سيتم من خلاله تقديم الرواية الكاملة للمؤامرة الإرهابية ضد القمة العالمية لإيران الحرة التي عقدت في يونيو 2018 بالقرب من باريس، حيث سيتم فيه مناقشة جهاز إرهاب النظام الإيراني وكيف يمكن للإفلات من العقاب أن يسهل المزيد من الإرهاب.
"کتاب الإرهاب الدبلوماسي وتشريح إرهاب الدولة الإيرانية" يقدم سردا كاملا وواضحا للمؤامرة منذ البداية والتخطيط والتنفيذ المضني من طهران إلى أوروبا والاستخبارات والتجسس والمنع وعرقلة المؤامرة، وعمليات التحقيق والمحاكمة والإدانة والعواقب السياسية لهذا الهجوم الوحشي ضد حرية التعبير والديمقراطية على التراب الأوروبي، وإن الکتاب سيظهر أسدي، وهو دبلوماسي إرهابي خطير، أدار شبكة عملاء في أوروبا ونفذ هذه المؤامرة بأوامر مباشرة من أعلى مستويات النظام الإيراني.
قضية أسدي التي يحاول النظام الايراني من خلال إتفاقية تبادل السجناء مع بلجيکا إظهار أسدي وکأنه مجرد مجرم عادي لا غير، والتغطية والتستر على الجانب الاهم والاخطر في قضيته وهو دوره کنظام في الاشراف على النشاطات الارهابية وتنفيذها، وهذه هي الحقيقة التي يجب على المجتمع الدولي عدم السماح لها بأي شکل من الاشکال وتبعا لذلك أن لا يسمح بإطلاق سراح أسدي لأنها ستعتبر ليس فقط بمثابة إلتفاف على القوانين الدولية والاعتبارات الانسانية بل وحتى الاستهانة بها!