ما زلنا في رحلة داخل أنفسنا عنوانها " تحقيق السلام النفسي" من خلال الأتصال المتناغم بين كل مكونات نفسنا البشرية.
اليوم سيكون حديثنا عن "الغفران" وكيف أن ذلك "الغفران" الذي يستهان به كثيرًا أو يُرفض تحت وطأة الألم، سيكون متى أدركنا معناه الحقيقي وكيفية تحقيقه النواه الحقيقية لـ"حب الذات" بالمعنى السليم للنمو النفسي. الغفران.. التسامح.. ـال forgiveness الـ.. سماح بالرحيل .. let it go .. iam done with u .. كلها معانى مختلفة الحدة لنغمة واحدة ويمكن عزيزى القاريء أن تختار المصطلح الأكثر قربًا لعقلك ونفسك.
بالنسبة لى سأختار مصطلح "التسامح forgiveness" وحقيقة أنا مثلي كغيري كثيرًا ما تساءلت ما الفائدة لى من أن أتسامح مع أناس قاموا بإيذائي؟ وأقصد هنا بالإيذاء المعنى الشامل له نفسيًا وجسديًا وفكريًا وإجتماعيًا وكل ما تتخليه من مناحي الحياة. وعشت كغيري لسنوات أدور في فلك هؤلاء المؤذيين يؤثرون سلبيًا على حياتي رغم عدم وجودهم داخلها. إلى أن قرررت أن أقرأ عن "التسامح forgiveness" لأفهم كيف يمكنه أن يجعلني أعيش أفضل؟ أو بمعنى أدق كيف يحررني؟

بداية من المهم أن نتفق أن "التسامح forgiveness" لا يعنى العفو أو الصفح أو عودة المؤذيين لحياتي تحت أي مسمى، كما أنه لا يعنى أنني أمنح تبرير لإيذاء الأخرين لى مهما كان مكانهم بحياتي، ولكنه يعنى أنني أمنح لذاتي حق التحرير من سطوة تأثير إيذائهم سلبيًا على نفسي وحياتي وذلك من خلال مجموعة من الخطوات سأذكرها لكم، ولن تخسروا شيئًا بالإعتماد عليها للتحرر من سجن من لا يستحقوا أن نمنحهم أنفسنا فريسة يستمتعوا بالهجوم عليها عبر موجات غضب لا تنتهي.

** الكتابة صحة والكتابة حياة، سواء يوميًا بالمواقف التى نحتاج فيها أن تكتب لنشفي من داخلنا، لهذا نحتاج بداية أن نكتب بحرية في أوراق خاصة بنا – يمكن حرقها فور تفريغ الأفكار إن كنا لا نستطيع تأمين سريتها - عن المواقف التى تؤلمنا بحياتنا من أناس تسببوا بإيذائنا مهما كان موقعهم بالحياة.
عبر تفريغ ما بداخل عقلنا كتابة ودون رقابة من عقلنا الواعي أو تقييم لما نكتب، نكون على أول الطريق بخطوات الشفاء وتحقيق "التسامح forgiveness" فرق كبير بين أن تحكى مستطردًا عن مواقف ألمتك وأن تكتبها وتقرأ ما بداخل رأسك مكتوب.

** مواقف الإيذاء كانت بين طرفين الأول أنت والثاني المؤذي أو مجموعة الأذي، ولهذا أنت بحاجه قبل "التسامح forgiveness" لهم أن تقدم ذلك لنفسك أولا.
في أحيان كثيرة ندعي أننا سامحنا غيرنا، ولكن طوال الوقت نجلد أنفسنا ونموت ذنبًا من شعورنا بالغباء أو السذاجة لسماحنا لأناس أخرين بإيذائنا على ذلك النحو، وهنا يأتي التأكيد والتأكيد والتأكيد على أننا بحاجه لأن نسامح أنفسنا على إشتراكنا في حفلة إيذائنامن خلال إدراك الأتى وترديده لأنفسنا يوميًا أو أكثر من 100 مرة يوميًا وأفضل جدًا ترديد ذلك على أذهاننا كتابة أو بالنظر في المرآة لأعيينا ونقول ونكرر ذلك لأن تسامحنا لأنفسنا لن يأتى بين يوم وأخر إنما بالأستمرار بالتأكيد على حقنا في أن نسامح أنفسنا.
"أنا أسامحك يا نفسي أنا أعلم جيدًا إنك فعلتي كل ما كنتى تعرفيه لحمايتى من أذي هؤلاء". "أنا أعلم أنكى يا نفسي تصرفتي وفق المتاح لكي من معرفة وكلما تزداد معرفتك يزداد تصحيحك للأخطاء". "أنا أقدرك يا نفسي لانك كافحتى للنجاة وها أنتى تنجو الأن بمعرفة جديدة وقلب وفكر جديد".
"أنا أحترمك وأقدرك وأحبك يا نفسي كما أنتى في كل حالاتك المعرفية وسننمو معًا".
"يا نفسي أنا أعلم جيدًا أنكى لم ولن تتلوثي من أخطاء من حولك تجاهك أو من أخطاء عدم معرفتك.. ستظلى دومًا نقية ونظيفة ومقبولة ورحب بك بجانبي".

** تمارين التنفس متى جاءتنا أفكار سلبية جالدة لنا أو تشعرنا بالذنب والأحتقار لأنفسنا، أو متى هبت علينا رياح عاتيه من الشعور بالحسرة والظلم لما وقع بحقنا من أذي من أناس كانوا بحياتنا، وتمارين التنفس هى أن تغمض عينيك تلمس صدرك بيديك وتتدخل الهواء لبطنك بعمق في ثلاث عدات ثم زفير بخمس عدات، دخول الهواء للجسد بطريقة عميقة يهديء العقل ويصرف الطاقات التى تعمل على الغضب والحزن.

أشكركم للمتابعة ويسعدنى مشاركتكم بالتعليقات عن خبرتكم مع التسامح والتدريبات.