شرهم في رؤوسهم تحت أنيابهم؛ سوريا وأفاعي السوء ملالي إيران.

لو كان لهم هيمنة في سوريا لما بقي الاحتلال الإسرائيلي لسوريا وما سقط نظامها، ولكانت الجولان اليوم تحت السيادة السورية. لكن وجود ملالي إيران كان محدوداً جداً ولم يمكنهم من تحقيق الأماني. وشر البلية ما يُضحِك!

ملالي إيران يحثون الإدارة المؤقتة على ضرورة احترام جميع القوميات والمذاهب وضمان حقوقها، ويدعون إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية.

البلادة في النفس البشرية أمرٌ مقيت ومهين، وقد لا تجد ذلك في بعض المخلوقات الحية من غير البشر، مما يعظّم من إيمانك بالله العلي القدير لتقول: سبحانك ربي ما خلقت شيئاً باطلاً سبحانك. وكلما كانت لديك علاقة بالدين وقيمه الحقيقية كنت حراً أبياً لصيقاً بإنسانيتك إلى حد كبير؛ وهنا ستصون ذاتك ولن تظلم ولن تُسيء. وأعجب لما أراه وأعايشه منذ سنة 1979، حيث يدّعي ملالي إيران الإسلام وموالاة آل بيت رسول الله (ص)، ومع ذلك لم تردعهم ادعاءاتهم، ولم يكونوا كما خلقهم الله، ونالت البلادة من عقولهم وأرواحهم وكانت سمة أساسية في سلوكياتهم وممارساتهم اليومية.

أربعة عقود ونصف من الادعاء والوعد وعدم الوفاء وخيانة العهود والقتل والتعسف والقمع وازدهار مصلحة السجون ومشاريع الإعدام داخل إيران حتى خرج الناس عن أطوارهم وفضلوا على الحياة الموت، حيث في الموت النجاة وفي النجاة حياة. فلسفة جديدة للموت والحياة قامت كنتاج لمسرح القُبحِ والجحيم المقام على يد أفاعي السوء ملالي إيران.

والأكثر إثارةً للعجب هنا هي تلك القطعان العمياء التي لا تزال تلهث وراء الولي الفقيه وفرقته البلهاء. وصدق من قال: "إن لم تستحِ فافعل أو اصنع ما شئت".

لم يتقبل علي خامنئي ورهطه الهزيمة والانكسار في غزة ولبنان وسوريا، وما يجري من عار في العراق الآن على يد قطعانه السفيهة، ولا زال يدّعي النصر ويرعد ويتوعد. ولم يستحِ مما فعله في غزة ولبنان وسوريا، ولم يعتذر للفلسطينيين ولا اللبنانيين ولا السوريين والعراقيين واليمنيين.

من يمتلك الشجاعة يعترف بهزائمه. وهنا أعني هزيمته الداخلية داخل نظامه المتهرئ، وكيف ينتصر من يقود عصابات من الجواسيس، والمقاولين السياسيين، وتجار المخدرات والمتربحين من صناعة الأزمات الذين صنعوا الأزمة في غزة ووفروا الأسباب للصهاينة لكي يبيدوا غزة والضفة ويشردوا أكثر من مليونَي إنسان في فلسطين.

من لم يمت منهم بنيران مجرمي الحرب مات اليوم برداً وجوعاً. ووفر قادة الحرس جواسيس الصهاينة الفرصة لقتل إسماعيل هنية وحسن نصرالله ويحيى السنوار وقادة حماس وحزب الله. ثم يأتي خامنئي ليقول بعد ادعائه بالنصر إنه سيصنع مقاومة جديدة، ليعترف صراحة بسقوط واندحار محور ومشروع المقاومة الذي أسسه نظامه مع نظام الأسد لهدم الدول العربية وتشريد شعوبها وإشاعة الفقر والخراب فيها.

وقد تفشت فيها المخدرات في شوارعها ومدارسها وسجونها، كما الحال في إيران بالضبط، وكأن مدير مشروع الخراب يديره بمنهجية واحدة وثابتة. ولِمَ لا، وتلك هي طبيعة أفاعي السوء ملالي إيران، شرهم في رؤوسهم تحت أنيابهم ولا خلاص منهم إلا بقلع أنيابهم وطحن رؤوسهم.

دعا وزير خارجية النظام الإيراني عباس عراقجي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العماني بدر البوسعيدي إلى تشكيل حكومة تضم كل الأطراف السورية.

وفي هذا إملاءات على السوريين. لا يجوز لمن يقول إنه لا يتدخل في الشأن السوري أن يمليها. ومن يسمع عراقجي يصرح بهذا التصريح يظن أن ملالي إيران سمحوا لكافة مكونات الشعب الإيراني بالمشاركة في السلطة.

وجميعنا يعرف أن مكونات الشعب الإيراني تتشارك السجون والهموم والكوارث ومقاصل الإعدامات ولا تتشارك شيئاً غير ذلك.

ثم يدعو عراقجي إلى حفظ الأمن والاستقرار ووحدة الأراضي والسيادة السورية. وكيف يكون ذلك ولا تزال أياديهم وتصريحاتهم التحريضية تهدد سوريا دولةً وشعباً، وهم من قسموا سوريا اجتماعياً وسيادياً من قبل سقوط جمهورية العائلة في سوريا.

إقرأ أيضاً: نحو سياسة رشيدة تجاه إيران

هل احترم ملالي إيران ونظامهم جميع القوميات والأديان والمذاهب في إيران حتى يطالبوا غيرهم بذلك؟ وكيف يدعو من مكّن إسرائيل من البطش بغزة ولبنان والتوغل عسكرياً في الأراضي السورية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية؟

تصريحات عراقجي وسيده خامنئي وقادة مشروع الجواسيس في نظامه تصريحات مبطنة ورسائل مفضوحة، خاصة بعد تصريحات خامنئي بأن المقاومة ستطل في سوريا من جديد، محرضاً على الفتنة بعد أن قال الشعب السوري كلمته ونجحت ثورته.

وكان الأجدر بعراقجي وسيده خامنئي أن يعتذروا رسمياً من الشعب السوري وكافة شعوب المنطقة ويتحملوا المسؤولية بشأن كافة ما ألحقوه من أضرار بدول وشعوب المنطقة، لكنهم لم ولن يفعلوا.

إقرأ أيضاً: عقيدة نظام الملالي وثورية الجواسيس

وعليه، فليتركوا هذه الشعارات الفضفاضة، ويكتفوا بخزيهم، ويتركوا هذه الشعوب تعالج جراحها بأيديها. وكفوا عن نغمة "لم نكن مهيمنين على الأوضاع في سوريا، ولو كنا لما سقطت جمهورية عائلة الأسد".

الكل يعلم أنه لا عزيز لديكم بعد بيع هنية في داركم وذبح حسن نصرالله وقادة حزب الله وحماس على يد جواسيسكم قادة الحرس.

الخاتمة هنا لأولئك المغرر بهم الذين لا يزالون يلهثون وراء أفاعي إيران. من المؤلم أن يُكتب على البعض أن يعيش مرارة الآلام لعقود طوال، سواء من شاركوا في الثورة الوطنية الإيرانية وعاشوا حقبة الملالي الفاشيست كاملة، أو عاشوا حقبة الشاهنشاهية الطاغوتية الكريهة، وانتقلوا من ظلمات سجون الشاه إلى ظلمات حياة الملالي وسجونهم وإعداماتهم.

إقرأ أيضاً: مهزلة مفضوحة.. تعيين نائب سني كردي لبزشكيان

ومن نجا يعيش قسوة المنافي، وقد ناهزت أعمار البعض منهم التسعين عاماً أو أكثر. ومنهم من قضى عمره من طفولته إلى اليوم في مواجهة طغيان الشاه والملالي على حدٍ سواء. ومن أبناء العراق ولبنان من عايش جحيم الحقبتين الكريهتين المخلوعة والقائمة.

وهنا تكون المرارة والتجارب والآلام التي كُتبت على البعض درساً وعبرة وموعظة لتلك القطعان المغرر بها، خاصة بعد نكبة غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن. لذا، أفيقوا من غفوتكم، أو تراجعوا عن غيكم وطغيانكم كي تجدوا من يرحم بحالكم عندما ينقلب السحر على الساحر وتنقلب الطاولة على رؤوسكم ورؤوس أسيادكم.