لماذا يرفض الاتحاد الأوروبي وضع ما يسمى بالحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية؟ إذا عُرِف السبب بطُلَ العجب.. ولِمَ يضعونه على قائمة الإرهاب وقادته يتجسسون لصالح الغرب وسلطات الاحتلال في فلسطين؟
بقراءة دقيقة موجزة لنهج نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران، وما جرى ويجري على يديه في داخل إيران والمنطقة؛ يمكن للأجيال الحالية، خاصة المغرر بهم، أن يقرأوا المشهد بوضوح وصولًا إلى الحقيقة.. الحقيقة التي أفنت أربع دول عربية، وتهدد ما تبقى من دول المنطقة بعد أن مسحت غزة من الوجود، وقتلت قادة حماس، وأضرت أشد الضرر بالقيادة الفلسطينية، ودمرت حزب الله بتدمير قيادته وحجمًا كبيرًا من قدراته العسكرية، وهدمت الجنوب اللبناني على رؤوس الأبرياء. ويبدو أن الأبرياء في إيران والعراق وسوريا واليمن وفلسطين وغزة وجنوب لبنان لا قيمة لهم في سبيل تحقيق طموحات ومخططات الملالي والصهاينة.
عندما لا يكون إسلامهم إسلامًا، ولا جمهوريتهم جمهورية، ولا ثوريتهم ثورية، بل قمة في الرجعية، وتكون انتخاباتهم مسرحية، ويكون كبارهم جواسيس، فكيف تكون ثوريتهم؟ عندها لا تتعجبوا إن سمعتم قادة إيران ينعتون بسطاء الشعب الثائر بالجواسيس ويسوقونهم إلى المجازر بهذه التهمة القبيحة التي لا تليق في واقع الأمر إلا بهم. وتثبت الأيام أن من اتهم الشباب الثوار بالتجسس ونعتهم بالجواسيس هم قادة نظام الملالي الذين يتجسسون لصالح الصهاينة والغرب ضد أبناء الشعب الإيراني وشعوب ودول المنطقة وباعوا ضيفهم إسماعيل هنية وفؤاد شكر وحسن نصرالله وقيادة حزب الله للاحتلال الصهيوني في فلسطين.
هؤلاء هم أفاعي السوء ملالي إيران، وتلك هي عقيدتهم القائمة على الإجرام والتجسس. بالأمس البعيد ينعتون معارضيهم بالعدو ويقولون إن عدوهم ليست أميركا ولا الصهيونية ولا الاتحاد السوفيتي، وإنما معارضيهم الذين يعيشون بينهم، ووفقًا لهذه التهمة أفتوا دينيًا بإبادتهم في بيوتهم ومقراتهم والشوارع والسجون وجعلوهم محاربين لله ورسوله؛ أما أن يكونوا هم جواسيس للغرب والصهيونية فهذا أمرٌ شرعي تتقبله عقيدتهم المشوهة.
إقرأ أيضاً: سعيٌ لإعادة كابوس الشاهنشاهية أم تثبيتٌ لحكم الملالي؟
أشار رئيس جمهورية الملالي الأسبق محمود أحمدي نجاد إلى كارثة في بنيان نظام الملالي عندما تحدث عن أن رئيس لجنة مكافحة جواسيس إسرائيل كان جاسوسًا. وذكر أنه لا يمكن لجاسوس في هذا المنصب أو أي جاسوس أن يعمل بمفرده، وسلط الضوء على وجود شبكة من الجواسيس داخل السلطة في نظام الملالي. عندها اعتقد البعض أنه يتكلم عن حادثة فردية أو تصريح يأتي في إطار صراع الأفاعي داخل نظام الأفاعي أو ردة فعل له بعد خروجه من السلطة. ثم يأتي بعدها توجيه الاتهام بالتجسس لرئيس هيئة استخبارات الحرس الذي يسمونه بالثوري وإقالته من منصبه وسجنه. بعدها يتم توجيه الاتهام لشخصية رفيعة المستوى داخل النظام، ويتبين أنها شخصية مزدوجة الجنسية، ويُحكم عليها بالإعدام.
إقرأ أيضاً: هكذا يفرض النظام العالمي إيران النووية كأمر واقع
وتتوالى فضائح عمليات قتل العلماء والتجسس التي طالت البرنامج النووي، وعمليات نوعية كهذه لا يمكن أن تتم دون ضلوع كبار شخصيات النظام فيها. وأما عملية قتل إسماعيل هنية وحسن نصرالله ويحيى السنوار فلن تتم دون تورط شخصيات رفيعة المستوى في حرسهم الثوري. وهذه الشخصيات هي من أدلت بمعلومات وتواصلت استخباريا مع الصهاينة لحظة بلحظة حتى تمكنوا من اغتيال إسماعيل هنية تحديدًا في فراش نومه، وربما على أي طرف من سريره كان نائمًا. وكذلك الحال بالنسبة إلى حسن نصرالله؛ ولا يمكن أن يقوم بهكذا عمل إلا شخصية كبيرة جدًا في حرس الملالي يمكنها الوصول بسهولة إلى مواقع قيادات وأسلحة ومقاتلي حماس وحزب الله. ومن هنا تحوم الشبهات حول تورط إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس في التجسس لصالح الصهاينة واغتيال قادة حماس وحزب الله إسهامًا في مخطط القضاء على ما أسموه بـ "محور المقاومة".
سؤال للمغرر بهم، والمطبلين لملالي طهران: هل هذه هي المرة الأولى التي يبيع فيها الملالي حلفاءهم؟ ألم يبيعوا من قبل موسى الصدر ومحمد باقر الصدر وعباس الموسوي ومحمد باقر الحكيم وعماد مغنية وآخرين؟ فما الغريب في بيعهم قادة حماس وحزب الله! هل استوعبتم الدرس بعد هذه المجازر والدماء، وهذا الخراب والدمار؟
إقرأ أيضاً: إذا كان الغراب دليل قومٍ...
هل سيحرر الملالي القدس وفلسطين بالتجسس لصالح من يحتل فلسطين والقدس؟ أم أن تحرير القدس وفلسطين لا يكون إلا باحتلال الدول العربية وهدم قدراتها واقتصادها، وكذلك هدم مجتمعاتها بالمخدرات والنعرات الطائفية؟
ثورية في التجسس والتطاول والعدوان، ولمَ لا يكون قادتهم جواسيس قتلة لعراقيين ولبنانيين وفلسطينيين، وهم القائلون من منطلق عنصري إن "كل شيء خارج الحدود لا قيمة له"؛ أي أن قادة محور المقاومة وإن علوا فهم قرابين محرقة.
التعليقات