بالأمس كانوا يقتربون من صناعة قنبلة ذرية، واليوم يملكون أسراراً نووية وهم على وشك صناعة أربع قنابل... هكذا تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهكذا يقول الغرب المهادن.

لا تبشر تصريحات مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية وتصريحات رئيسها وقادة الغرب بأي خير على الإطلاق بشأن برنامج الملالي النووي. وبمتابعة تسلسل الأحداث، ومراقبة تصريحات وكالة الطاقة الذرية وقادة الغرب، يبدو أنه قد تم منح الوقت والمال اللازمين لنظام الملالي لفرض سياسة جديدة بالمنطقة، تقوم على منطق الأمر الواقع المدعوم بحصول الملالي على تقنية وقدرات وأسلحة نووية. وبحسب وجهات نظر رشيدة، ووفقاً لما وصلت إليه قدرات الملالي النووية، فإنَّ أوضاع الغرب في المنطقة ستكون بحال أفضل في ظل وجود أداتين توسعيتين: الأولى تحتل فلسطين وبعض الأراضي العربية الأخرى، والأخرى تحتل أربع دول عربية وتنشر فيها المخدرات والأسلحة السائبة والفتنة والفساد.

تصريحات نظام الملالي وتلك التي تصدر عن قادة الغرب بين الحين والآخر لا تتطابق بأي حال من الأحوال مع ما يجري على أرض الواقع، منذ أن مكن الغرب خميني وجنوده من الاستيلاء على ثورة الشعب قبل عقود وتوجيهه نحو استنزاف قدرات العراق في حرب لا ناقة لشعبي البلدين فيها ولا جمل. ولكنها كانت تهدف إلى نزع قدرات العراق وإعادة رسم سياسات وقدرات المنطقة من جديد بعد نزع القدرات وحل الدولة في العراق وهدم المجتمع. وقد تم الانتهاء من ذلك، والدخول في مرحلة تمكين نظام الملالي من الهيمنة الكاملة على المنطقة العربية والتمدد فيها. وبعد أن كان نظام الملالي من دول محور الشر، أصبح اليوم شريكاً للغرب المتناقض وغير المتصالح مع ذاته في محاربة إرهاب داعش؛ الإرهاب الذي هو من صناعة الملالي وحلفائهم، بحسب تصريحات قادة الملالي أنفسهم. وبحسب السجل التاريخي للأحداث في المنطقة، فإنَّ كثيراً من التنظيمات الإرهابية تتواجد تحت مظلة ملالي طهران وتتخذ من الأراضي الإيرانية خطوطاً خلفية لها.

مما لا يخفى على أحد أنَّ الغرب والملالي قد حققوا العديد من المكاسب في المنطقة بفضل هذه القوى الإرهابية التي لم تمس الغرب أو الملالي بسوء. أما أغلبية ضحايا الإرهاب، فقد كانت دول المنطقة سيادةً واقتصاداً وشعوباً. واليوم، يستتب الأمر لنظام الملالي في الهيمنة الكلية على أربع دول عربية والتمدد بأشكال مختلفة داخل دول أخرى عن طريق الجماعات الموالية وعصابات المخدرات والسلاح. وسيكتمل المخطط كلياً على كل دول المنطقة من خلال دخول نظام ولاية الفقيه إلى النادي النووي.

إقرأ أيضاً: لو دامت لغيرك لما وصلت إليك!

يبدو أنَّ عشرات مليارات الدولارات التي أمد بها الغرب نظام الملالي في إيران قد أثمرت في إنعاش البرنامج النووي للملالي، بحيث انتقل البرنامج من مرحلة الاقتراب من تصنيع القنبلة الذرية إلى مرحلة القدرة على تصنيع أربع قنابل ذرية. وهذا يعني أن نظام الملالي أصبح يمتلك التقنية والقدرات النووية، التي من بينها الجانب التسليحي. وقد دخل الملالي اليوم مرحلة فرض أنفسهم كعمائم نووية بدعم من تيار المهادنة والاسترضاء الغربي. ومن المؤكد أن دولاً كروسيا والصين ودول أخرى سترحب بقيام إيران نووية في المنطقة، الأمر الذي سيدفع المنطقة العربية إلى وضع الخضوع والطاعة بعد إهمالها والدخول في عزاء طويل الأمد.

لم أقل بنفسي إن نظام الملالي مُقبلٌ وقادرٌ على تصنيع أربع قنابل نووية؛ بل هذا ما قاله الغرب ووكالته للطاقة الذرية. وسيكتمل مخطط الغرب بالهيمنة الكلية على كل دول المنطقة وسلب إرادتها من خلال إيصال نظام ولاية الفقيه إلى النادي النووي كأمر واقع، ما لم يتحرك العرب أو تتحرك شعوبهم لنفض غبار تلك المرحلة المريرة القائمة على الخداع، والتحرك نحو إسقاط نظام الملالي الذي فرضه الغرب على الشعب الإيراني وعلى شعوب المنطقة.

إقرأ أيضاً: إذا كان الغراب دليل قومٍ...

وعلى العرب أن يتساءلوا: لماذا يريد الغرب تغيير الأنظمة العربية ولم يضع ملالي إيران ضمن هذا المخطط؟ وبدلاً من ذلك، دعمهم ورفض وضع ما يسمى بـ "الحرس الثوري" على قائمة الإرهاب الأوروبية. ومن ينوي ويريد خلق إصلاحات سياسية ودعم حقوق الإنسان في الدول العربية، لماذا استبعد نظام الملالي من هذه النوايا والمخططات؟

المؤسف أن تصريحات الملالي النارية الجوفاء المتعلقة بالغرب وأميركا لا تزال قائمة، ولا يزال النهج الغربي المتواطئ قائماً. أما النوم واللامبالاة العربيين فلا يزالان قائمين بإبداعٍ أيضاً. ولكن الشعوب، سواء في إيران أو في الدول العربية، ستقول كلمتها عاجلاً أم آجلاً وستقلب الطاولة على رؤوس المتآمرين بعد أن بات اللعب على المكشوف وتكشفت كل أوراق اللعب ولم يعد هناك ما هو مستور.