واضح ان بعض القوى التي شاركت بحماس في خلق الازمة السياسية الحالية التي تعصف بالبلاد وفشلت في الوصول الى اتفاق فيما بينها تحاول عبثا القاء وزر فشلها على شعب كوردستان من خلال موضوع رئاسة الجمهورية مع ان الحقيقة واضحة للعيان ولا يمكن إخفاء شمس هذه الحقيقة بغربالهم المهترئ الملغوم أصلا بالعداء العنصري والطائفي والمدان حتى من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
( قميص عثمان) ليس في (أربيل - واللهم انا نبرئ اليك من دم عثمان) وانما في (بغداد) القوى المتصارعة على السلطة والعصابات المسلحة والسلاح المنفلت وحيث الصراع والتناحر والقتال من اجل كعكة الحكم تكلف المواطنين العراقيين الكثير الكثير من الالام والمعاناة والحرمان من ابسط الحقوق الإنسانية وتنسف أسس التعايش والامن والاستقرار.
شعب كوردستان والأحزاب الكوردستانية لم تكن ولن تكون يوما ما طرفا في صراع الديوك الفاشل والمكلف الذي يهدد وجود الدولة العراقية المنقسمة أساسا وتحمل في أسس تكوينها كل العوامل المؤدية الى الانفجار.
ان موضوع رئاسة الجمهورية وهو اكثر ما يكون منصب فخري يجرى تضخيمه عن عمد وسبق إصرار لإحراج القيادة الكوردستانية والقاء تبعة الازمة الحالية على شعب كوردستان وهو امر مردود جملة وتفصيلا فهناك حوار مستمر بين القيادات الكوردستانية وعدد من المقترحات العملية لحسم الموضوع واذا كان هناك تأخير في الوصول الى مرشح موحد فهو قطعا بسبب تدخلات الأطراف والقوى السياسية العراقية التي تقف وراء الازمة الحالية إضافة للتدخلات الإقليمية المعروفة التي تحاول عرقلة أي اتفاق لا فقط في كوردستان وانما في عموم العراق لبسط سيطرتها المطلقة على مقادير البلاد.
من المتوقع جدا فيما اذا استمرت الأمور تسير على النحو الحالي الذي تم تصنيعه وتسويقه من قبل الأطراف السياسية العراقية ان يضطر شعب كوردستان وممثليه الحقيقيين الى مقاطعة البرلمان الاتحادي والانسحاب من مفاصل الدولة التي مارست ولا تزال تمارس كل الأساليب العنصرية والطائفية ضد شعب كوردستان وحقوقه الدستورية.
لما سبق، وحرصا على البقية الباقية من العلاقات الوطنية، لا تختبروا صبر شعب كوردستان فستكون كلفة ذلك غالية وغالية جدا.