ملالي طهران يأدون البنات والنساء على طريقتهم بسبب آرائهن، وبات قتل الأطفال لهم نهجٌ، وكتبة شعارات الإنسانية أصابهم الصمم في يوم الطفل العالمي.

(أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)

بعد أكثر من 1444 سنة على قدوم الإسلام المحمدي الحنيف، والدين عند الله الإسلام، وبعد أن مقتنا الجاهلية لقبحها وسفاهاتها التي أسدل الإسلام الستار عليها لتبقى جزءا من التاريخ فقط، وبعد رسوخ البينة وانتشارها خاصة في عصر رقي الطباعة واتساع المدارس بأنواعها وكثرة العلماء والمتعلمين وتكنولوجيا اليوم التي لم تُبقي شيئا دون وضوح في جانبها الإيجابي؛ بعد كل ذلك يأتي من أحترت في تسميتهم المتأسلمون أم المدعون أم المنافقون أم المفسدون أم البرابرة، يأتون بجاهلية بيضت وجه إبليس ووجه الجاهلية المقيتة الأولى سواء عند العرب أو غيرهم من الأمم حيث لم تكن الجاهلية عند العرب فقط فقد كانت لكل أمة جاهليتها وقبحها، أتوا بجاهلية أكثر قبحا وأكثر شرا، ويبدو أن البشرية في شق كبير منها تحن وتتوق إلى جاهليتها الأولى التي كانت لها مبرراتها أحيانا فتحييها اليوم بجاهلية جديدة متمازجة مع الحداثة فتصبح هجينا مقززا وأكثر قبحا يُحسن ويُجمل صورة جاهلية الأزمان الغابرة وبالطبع بلا مبررات، فبعض العرب على سبيل المثال عندما كانوا يأدون بناتهم خشية الفقر والعار وجاء الإسلام ليحرم ذلك ويقول (نحن نرزقهم) ويقول (وإذا الموءودة سُئِلت بأي ذنب قُتِلت) ولم يقتل الناس بناتهم أو نسائهم في الجاهلية على أرائهن أو وجهات نظرهن، ومن الأمثلة الأخرى العبودية المقيتة التي قضى الإسلام على وجودها المادي والفكري، وفي الجاهلية المعاصرة تتجدد العبودية ويتجدد الوأد بصور وأشكال أخرى لا تقل قبحا عن الجاهلية الأولى إن لم تك أكثر منها قبحا وسوءا، وحرم الإسلام الإعتداء على حقوق الغير وجعل المال مالين مال الحق العام ومال الحق الخاص وكلاهما مصان وبجاهلية اليوم يَغيرون غزاةً على كل الأموال والموارد ولا حرمة ولا صيانة ولا روادع ولا أي شيء على الإطلاق، يحللون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله، وبعد أن كان المسلمون يُطعمون حتى الطيور الطليقة من المال العام ولم يكن هناك نفطٌ ولا ازدهار ولا تراكم معرفي يُفترض أن يؤدي إلى رقي بشري كما هو الحال اليوم، ومن أتوا بهذه الجاهلية اليوم هم وعاظ السلاطين في إيران العتيقة الذين أصبح لهم سلطانا اليوم وبات الإسلام وسيلة يضحون بها من أجل السلطة كما كان أغلبهم يضحون به سابقا خدمة للملوك من أجل منافعهم، وباتت جاهلية اليوم غاية للسرقة وأولها سرقة بعض القطعان البشرية من المتردية والنطيحة وما دون ليستخدمونهم أدواتً لسلطانهم وجبروتهم ومعينون لهم على البغي والنهب والسلب والقتل والجور والإستنقاع بالرجس وبالرذيلة، وهكذا هو حال دأبهم اليوم ليس فقط في إيران الغارقة في النكبة بل باليمن المنكوبة وسوريا الأكثر نكبة ولبنان الذي دخل في غيبوبة، أما العراق فنكبته ومصيبته لم ترد على أحد فريدٌ في الخيبة والوصف وكأنه لم يكن هناك عراق ولم يكن هناك تاريخ، وكل هذا بفضل إستنساخ جاهلية الملالي وزرعها بهذه الدول وتمكين إمعات البشر منها، وكان البشر في الجاهلية يفعلون ما يفعلون ولم يأتهم نذير، ولم يأتهم من يذكرهم بإنسانيتهم التي تليق بهم، لكن الجاهلية التي يُمعِن فيها ملالي إيران ونسختهم في العراق ولبنان وسوريا واليمن وغير الدول لا مبرر لها أبدا وليست سوى دليل على أنهم قومٌ ضالون مضلون مفسدون وينطبق عليهم قول القوي العزيز (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويستحيي نسائهم إنه كان من المفسدين).

ملالي طهران يأدون البنات والنساء على طريقتهم بسبب آرائهن ويقتلون الأطفال والمصلين
كمتابع ومهتم دقيق وقديم للشأن الإيراني لم أرى بؤسا مر بالإسلام المعاصر مثما أراه الآن على يد هذه الكائنات، ولم يمر على الشعب الإيراني في دولته منذ قرون على الأقل بؤسا وقهرا كما مر عليه في هذه الـ 43 سنة الأخيرة والضرر الأشد وقعا بسبب وجود نظام الملالي في إيران واحتلاله العراق وسوريا واليمن ولبنان وحضوره في مناطق أخرى بالشرق الأوسط والعالم هو أن هذا النظام يستخدم الدين الإسلامي شعار ووسيلة يخدم بها غاياته الشريرة وكذلك مصالح الغرب المستفيد من وجوده ومن هذه الشعارات الباطلة والنهج الذي لا يمت للإسلام بصلة لا بل معادٍ للإسلام والمسلمين ومشوه للنبي الإسلام الأكرم وآل بيته (ص و س)، ولم يرحم هذا النظام بشراً في إيران ولا غيرها، ولازال الدجل شعاره والدم والرعب وسيلة بقائه بالسلطة.

تصاعدت وتيرة الإنتفاضة الإيرانية وتصاعد معها رعب النظام من السقوط وسوء العواقب الذي ينتظره؛ فقتل ما لا يقل عن ستون طفلا بريئا في هذه الإنتفاضة الجارية وهو رقمٌ مرعب، وقتل مئات النساء والفتيات الصغار أمر لا يمكن تصوره إلا في ظل أنظمة بربرية تقيم حكم جاهلية تبيض وجه الجاهلية الأولى، وقتل الفتاة يلدا أغا فضلي ذات 19 عاما لأنها قالت بنفس بريئة لصديقتها من هاتف السجن الخاضع للإنصات لقد عذبوني 12 يوما وبدني ممزقٌ متهالك لكنني لم أنهار ولم أبكي بل كنت أصرخ فيهم فقط، فلما خرجت تلك المسكينة من السجن بكفالة وفي نيتها رؤية أهلها واحبتها والحديث معهم لاحقوها وقتلوها كي لا تكون من رموز الصمود في الإنتفاضة؛ وقتل آيلار حقي طالبة الطب التي أعزها أهلها فلما هربت من جحيم ووحشية القوات الأمنية ولجأت إلى إحدى البنايات لاحقوها والقوا بها من فوق البناية لتسقط على حديد تسليح إخترق بطنها إلى ظهرها والله أعلم بما فعلوا فلا تشريح ولا طب عدلي ولا هم يحزنون، وغيرها من الفتيات المكرمات عند أهلهن وقتلهن النظام، أما الأطفال القتلى فأحدهم على سبيل المثال عمره عامين وطفلة عمرها 9 أعوام وطفل عمره 10 أعوام وطفلة عمرها 15 عام وغيرهم، ناهيكم عن قتل المصلين.

(أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) نعم هكذا يريدونها ملالي طهران.