ضربني وبكا ..سبقني واشتكى:
بعد تبني الحرس الثوري الإيراني قصف المدن والمناطق الامنة في إقليم كوردستان العراق، واستدعاء بغداد للسفير الإيراني بغية الاحتجاج والتنديد، بررت الحكومة الإيرانية كعادتها الماكرة هذا الاعتداء الإرهابي السافر بالتشديد في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي على عدم وجود (خيار آخر) لديها لحماية نفسها من (جماعات إرهابية) حسب زعمها!
وجاء في رسالة للبعثة الدبلوماسية الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك أن: (إيران قامت مؤخرا بعمليات عسكرية وضرورية ضد الزمر الإرهابية المتمركزة في إقليم كوردستان العراق حيث استهدفت بتخطيط دقيق مواقع الإرهابيين) وفق تعبيرها.
وتابعت: (في هذا الوضع لم يبق أمام إيران خيار اخر سوى استخدام حقها المبدئي في الدفاع عن نفسها في إطار القانون الدولي من أجل حماية أمنها القومي والدفاع عن شعبها).
وشدّدت البعثة على أن هذه الجماعات (تستغل أراضي العراق لتخطيط ودعم وتنظيم وتنفيذ أعمال تخريبية وإرهابية ضد إيران) كما طلبت إغلاق مقار ومعسكرات هذه الجماعات ونزع سلاح عناصرها، وأشارت الرسالة إلى أن إيران طلبت تسليم الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم إرهابية لمحاكمتهم في المحاكم الإيرانية، في حين اننا نعلم جميعاً ان إيران هي دولة قمعية ودكتاتورية، تقوم بانتهاكات فظيغة ضد شعبها وشعوب أخرى، وسجلها حافل بالجرائم الشنيعة ضد حقوق الانسان في داخل وخارج جمهورية المشانق الإسلامية.

حقائق لا احد يستطيع انكارها:
استباحت إيران منذ عام 2003 بشكل كبير الدولة العراقية حيث قامت بتجنيد ميليشيات يتبع اغلبها للحشد الشعبي واستخدمتها لتنفيذ هجمات ضد القواعد الأميركية ولقصف السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء ببغداد وقواعدها في إقليم كوردستان. وضغطت ميليشيات إيران لتوقيع اتفاق بين بغداد وواشنطن لسحب القوات الأميركية من العراق وهو اتفاق فتح للمجال أمام التدخلات الإيرانية ومزيد من الهيمنة.
كما تعمل إيران جاهداً على استخدام اذرعها وعناصر عراقية تابعة للميليشيات لتنفيذ عمليات تصفية واغتيال لا تستهدف المعارضين للهيمنة الإيرانية ولكن لمعارضين إيرانيين لجؤوا الى إقليم كوردستان العراق والدول الأوروبية. ومن الجدير بالذكر ان جميع رؤساء إيران دشنوا ولايتهم الرئاسية بعمليات اغتيال خلف الحدود ما يشير الى نهجهم العدائي وإلى سياساتهم الاجرامية في التدخل في شؤون الدول ومنها العراق.

وماذا عن حرب المياه؟
اعلنت الحكومة العراقية مراراً وتكراراً أن إيران تقطع المياه عنه بشكل تام، وقالت وزارة الموارد المائية العراقية ان الإطلاقات المائية من إيران بلغت صفراً، فيما أشار إلى اتخاذ حلول لتخفيف ضرر شح المياه في محافظة ديالى.
واعتبرت خطوة إيران الأخيرة تجاوزاً واضحاً لكل القوانين والأعراف التي تُنظم حقوق الدول في الأنهار العابرة للحدود.
ومن الجدير بالذكر ان الجارة السيئة إيران لم تضع على طاولة المفاوضات المائية مع بغداد، أي التزام بحقوقه المائية، متبنية نظرية السيادة الإقليمية المطلقة على النهر، التي تتيح لها التحكم بالمياه دون مراعاة لدول المجرى أو المصب.
ورغم لجوء العراق إلى المجتمع الدولي، إلا أن أية تسوية مع إيران ما تزال بعيدة.

ويبقى السؤال الأهم:
بدأت حرب المياه العذبة غير المعلنة بين إيران والعراق أوائل خمسينات القرن الماضي، حين شقت طهران قناة مائية على نهر الوند وسحبت 60% من مياهه، لإرواء الأراضي بين قصر شيرين وخسروي، دون أخذ رأي بغداد، أو حتى إبلاغها وهذا دليل اخر على، اسأل :
لماذا لم تضع الحكومة الإيرانية على طاولة المفاوضات المائية مع بغداد، أي التزام بحقوقه المائية كحق من حقوق العراق المشروعة؟

أخيراً ..
ان جرائم ايران وتورطها في عمليات اغتيال خلف الحدود يشير الى نهجه العدائي والدكتاتوري ضد احرار ايران الذين يناضلون من اجل الحرية والسلام ، وانها أي (جمهورية المشانق) تستمر في جرائمها ضد العراق لانها تعرف بان قدرة الحكومة العراقية محدودة في مواجهتها، فتوازن القوة السياسية والعسكري والاقتصادية بين البلدين خاضعة تماماً لصالح الجارة السيئة جداً، وعليه ان الحل الوحيد لاستقرار العراق هو تغيير النظام الإيراني الدكتاتوري والأنظمة الدكتاتورية الأخرى في المنطقة، وإلا سيبقى الحال على ما هو عليه الان، آي بقاء العراق بين فكي كماشة الحرب بين الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة و(الويلات) المتحدة.